للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في العيد زار، وكان يوم عروبة ... يا فرحتي بثلاثة الأعياد

وكان المتوكل صاحب بطليوس ينتظر وفود أخيه عليه من شنتيرين يوم الجمعة، فأتاه يوم السبت، فلمّا تلقاه عانقه، وأنشد: [الوافر]

تخيّرت اليهود السبت عيدا ... وقلنا في العروبة يوم عيد

فلما أن طلعت السبت فينا ... أطلت لسان محتجّ اليهود

وقال ابن الرومي: [الطويل]

وحبّب يوم السّبت عندي أنني ... ينادمني فيه الذي أنا أحببت

ومن عجب الأشياء أنّي مسلم ... حنيف ولكن خير أيامي السبت

***

قوله: كابدت، أي قاسيت، سعيت وما ونيت: خرجت وما فترت، ويقال: ونى يني، أي ضعف، والونى الضعف والفتور والإعياء. ملكت قول عندي، يريد أن المسافر في الطريق لا يحسب ماله ملكا له حتى يدخل المدينة، لأنه متعرّض للهلاك في الطريق، فإذا دخل المدينة وحصل في بيته ملكه فصار «ملكت قول عندي» عبارة عن سلامة ماله وخلاصه من حوادث الأسفار نحو الغرق والنهب والغرق والغضب، أو يكون عبارة عن الحصول في البيت يقول: عندي كذا، أي في بيتي.

عجت، أي ملت على الأثر، أي في الحين، ورجع على الأثر أي أتى مستعجلا، كأنه مشى على أثره في طريقه قبل غيره، فمعنى عجت إلى الحمام على الأثر، أي دخلته على الفور في الحال. وقد ذكرنا بابا أدبيا من الشعر في الحمام في الرابعة، ونذكر هنا فيه فنا آخر من الأدب.

[مما قيل في الحمّام]

قال عبد الله بن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلّى الله عليه وسلم: «ستفتح عليكم أرض الأعاجم، وتجدون فيها بيوتا يقال لها الحمامات، فلا يدخلها الرجل إلا بإزار، وامنعوا النساء أن يدخلنها إلا مريضة أو نفساء» (١).

وروي أن عبيد بن قرط الأسديّ، دخل مع صاحبين له بلدا فيها حمام فأحب صاحباه دخوله فيها، فنهاهما عبيد، فأبيا إلا دخوله، فلما دخلاه رأيا فيه رجلا يتنوّر، أي يستعل النّورة فسألاه عنها. فأخبرهما بإذهابها الشّعر، فاستعملاها فلم يحسنا فأحرقتهما وأضرّت بهما فقال عبيد: [الكامل]


(١) أخرجه ابن ماجة في الأدب باب ٣٨، وأبو داود في الحمّام باب ٣، والترمذي في الأدب باب ٤٣، والدارمي في الاستئذان باب ٢٣، وأحمد في المسند ٣/ ٣٣٩، ٦/ ١٣٢، ١٣٩، ١٧٣، ١٧٩، ٢٦٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>