تقلّدتني الليالي وهي مدبرة ... كأنني صارم في كفّ منهزم
وقال جحظة: [البسيط]
ضاقت عليّ وجوه الرأي في نفر ... يلقون بالجحد والكفران إحساني
أقلّب الطرف تصعيدا ومنحدرا ... فما أقابل إنسانا بإنساني
وقال أيضا: [المتقارب]
لقد مات إخوتي الصالحون ... فما لي صديق وما لي عماد
إذا أقبل الصبح ولّى السرور ... وإن أقبل الليل ولّى الرقاد
قوله: خفّض، أي سكّن.
***
[[الإمام الشافعي]]
وابن إدريس هو الإمام الشافعيّ محمد بن إدريس بن العباس بن عثمان بن شافع بن السائب بن عبد يزيد بن هاشم بن المطلب بن عبد مناف، يلتقي نسبه مع بني هاشم وبني أميّة في عبد مناف.
وقال صلّى الله عليه وسلم: «نحن وبنو المطّلب كهاتين» - وأشار بإصبعيه السبابة والوسطى مضمومتين.
وحاصرت قريش بني المطلب مع بني هاشم في الشّعب.
وكان الشافعي أعلم الناس وأورعهم وأعبدهم، وأجودهم، فإن أردت أن تقف على حفظة ومبلغ علمه، فانظر رحلته.
ووصفه بعض أهل العلم فقال: هو شقيق رسول الله صلّى الله عليه وسلم في نسبه وشريكه في حسبه.
زوّج المطلب ابنه هاشما الشّفاء بنت هاشم بن عبد مناف أخيه، فولدت له عبد يزيد جدّ الشافعي رضي الله عنه، فكان يقال لعبد يزيد: المحض لا قذى فيه، فولد الشافعيّ رضي الله تعالى عنه هاشمان: هاشم بن المطلب وهاشم بن عبد مناف، فالشافعيّ ابن عم النبيّ صلّى الله عليه وسلم وابن عمّته، لأن الشفاء أخت عبد المطلب، فهي عمة النبي صلّى الله عليه وسلم.
وأسلم السائب جدّه يوم بدر، وكان صاحب راية بني هاشم بن عبد مناف أسر وفدى نفسه، فأسلم، فقيل له: لم لم تسلم قبل أن تفتدي؟ فقال: ماكنت أحرم المؤمنين طمعا لهم فيّ.
قال أبو ثور: ما رأيت ولا رأى الراءون مثله.
وقال أحمد بن حنبل: ما صلّيت صلاة منذ أربعين سنة إلا وأنا أدعو الله للشافعيّ.