للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومن يخفّ علينا لا يلمّ بنا ... وللثقيل مع السّاعات ترداد

ويقرب منه قول الشاعر: [الطويل]

وكيف يودّ القلب من لا يودّه ... بلى قد تريد النفس من لا يريدها

وقال عديّ بن الرقاع: [الكامل]

تبلتك أخت بني لؤي إذ رمت ... وأصاب نبلك إذ رميت سواها (١)

وأعارها الحدثان منك مودّة ... وأعار غيرك ودّها وهواها

وهذا من قول الأعشى: [البسيط]

علّقتها عرضا وعلّقت رجلا ... غيري، وعلّق أخرى غيرها الرّجل (٢)

وقال مسلم بن الوليد- وهو صريع الغواني، وكان خاملا فولّاه بنو سهل جرجان فشرف- فقال: [البسيط]

أهل الصفاء نأيتم بعد قربكم ... فما انتفعت بعيش بعدكم صافي (٣)

وقد قصدت ندى من لا يوافقني ... فكان سهمي عنه الطّائش الطافي

أردت «عمرا» وشاء الله «خارجة» ... أما كفى الدّهر من خلفي وإخلافي!

ولهذا أشار ابن شرف بقوله: [الكامل]

سل عن رضاي عن الزّمان فإنّه ... كرضا الفرزدق عن بني يربوع

لله حال قد تنقّل عهدها ... كخلاف نقل الدهر حال صريع

دارت دراريّ الخطوب قواصدا ... حتى نظرن إليّ من تربيع

وله أيضا يتشكّى: [البسيط]

ما لي أجاذب ذي الدنيا مولّية ... فكلّ ثوب عليها قدّمن دبر

أتى الزمان على يأس به لبني الدّن ... يا كبشرى بمولود على كبر

وقال أيضا: [البسيط]

إني وإن عزني نيل المنى لأرى ... حرص الفتى خلّة زيدت على العدم


(١) البيتان لعدي بن الرقاع في اللآلي المصنوعة ص ١٣٩.
(٢) يروى عجز البيت:
غيري وعلّق أخرى ذلك الرّجل
وهو للأعشى في ديوانه ص ١٠٧، والأشباه والنظائر ٥/ ١٥٢، وشرح التصريح ١/ ٢٨٦، ولسان العرب (عرض)، (علق)، وتاج العروس (علق)، والمقاصد النحوية ٢/ ٥٠٤، وبلا نسبة في أوضح المسالك ٢/ ١٣٦.
(٣) الأبيات في ديوان صريع الغواني ص ٣٢٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>