للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هاء «أهل» وصوابه أنها أصل في بابها، من آل يؤول إذا رجع لأنهم يرجعون إليه ويرجع إليهم، الهادين: المرشدين إلى الطريق الخير، وقد هديته الطريق إذا أرشدته شادوا:

ترفعوا وبنو. هديه وهديهم: وطريقته وطريقتهم، وقال النبي صلى الله عليه وسلم «الله الله في أصحابي، لا تتخذوهم غرضا بعدي، فمن أحبهم فبحبي أحبهم، ومن أبغضهم فببغضي أبغضهم، ومن آذاهم فقد آذاني، ومن آذاني فقد آذى الله، ومن آذى الله يوشك أن يأخذه» (١) جدير:

حقيق.

***

وبعد. فإنه قد جرى ببعض أندية الأدب الذي ركدت في هذا العصر ريحه وخبت مصابيحه، ذكر المقامات التي ابتدعها بديع الزمان، وعلّامة همذان رحمه الله تعالى. وعزا إلى أبي الفتح الإسكندري نشأتها، وإلى عيسى بن هشام روايتها، وكلاهما مجهول لا يعرف، ونكرة لا تتعرّف.

***

أندية: مجالس واحدها نديّ، والنّدي والنادي والمنتدى: مجلس القوم للحديث، وقيل هو من الندى وهو الكرم، لأنهم يقصدون فيه فيعطون. وقيل: هو من النداء الذي هو الصوت لأنه ينادي فيه بعضهم بعضا ليجتمعوا. وقيل: هو من الندى وهو العرق لأن الداخل فيه يحتشم فيعرق. والأدب: معرفة الأخبار والأشعار، وفلان أديب، إذا كان متفننا مشاركا، ركدت: سكنت، والمقامات: المجالس، واحدها مقامة، والحديث يجتمع له ويجلس لاستماعه يسمى مقامة ومجلسا، لأن المستمعين للمحدث ما بين قائم وجالس، ولأن المحدث يقوم ببعضه تارة ويجلس ببعضه أخرى؛ قال الأعلم: المقامة المجلس يقوم فيه الخطيب يحض على فعل الخير.

[[بديع الزمان]]

ذكر البديع أبو المنصور الثعالبي في يتيمته، فقال: «بديع الزمان هو أبو الفضل أحمد بن الحسين الهمذاني، مفخر همذان، ونادرة الفلك وبكر عطارد، وفريد الدهر، وغرة العصر؛ ومن لم يلف نظيره في ذكاء القريحة وسرعة الخاطر وشرف الطبع وصفاء الذهن وقوة النفس، ولم يدرك قرينة في ظرف النثر وملحة وغرر النظم ونكته، ولم يروا أن أحدا بلغ مبلغه من لبّ الأدب وسره أو جاء بمثل إعجازه وسحره فإنه كان صاحب عجائب وبدائع وغرائب فمنها أنه كان ينشد القصيدة ولم يسمعها قطّ وهي أكثر من خمسين بيتا، فيحفظها كلها ويوردها إلى آخرها، ولا ينخرم حرف منها وينظر في الأربع


(١) أخرجه الترمذي في المناقب باب ٥٨، وأحمد في المسند ٤/ ٨٧، ٥/ ٥٤، ٥٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>