للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

المنية: ما يتمنى، والبغية: ما يطلب، أنلنا: أعطنا تضحنا: تكشفنا ظلّك السابغ:

سترك المديد، وأصل الظل الستر والموضع الذي لا تبلغه الشمس وفي الحديث «ضحا ظلّه»، أي عدم فانكشف موضعه للشمس. مضغة: لقمة، وكلّ ما يمضغ لقمة، والماضغ هنا العائب الآكل أعراض الناس وجعل العرض حين يعيبه مضغة له، قال النبي صلى الله عليه وسلم: «لما عرج بي مررت بأقوام لهم أظفار من نحاس يخمشون وجوههم وصدورهم، فقلت: من هؤلاء يا جبرائيل؟ فقال: «هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس ويقعون في أعراضهم».

المسألة: الحاجة والفقر بخعنا: أقرنا، وبخع له بحقه أقرّ به وبخع نفسه قتلها غيظا، ومنه: فَلَعَلَّكَ باخِعٌ نَفْسَكَ [الكهف: ٦] فالمتعدية بالباء غير المتعدية بنفسها، الاستكانة: الخضوع والمسكنة: الفقر والذلة. استنزلنا: طلبنا أن تنزل علينا، والاستنزال السؤال بتلطف، والجم: الكثير، فضلك: إحسانك. عمّ: شمل ضراعة: ذلة البضاعة:

المال يتّجر به. الأمل: الرجاء؛ يقول إن تجارتنا التي نحصل بها منك إحسانك، رجاؤنا توكلنا عليك التوسل: التقرب، البشر: الخلق، وهو في الأصل جمع بشرة، وهي ظاهرة الجلد وسمّوا بشرا، لظهور أبشارهم خلافا لغيرهم من الحيوان، الشفيع: الطالب لغيره.

والمشفع: الذي أعطي الشفاعة، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «خيّرت بين الشفاعة وبين أن يدخل شطر أمتي الجنة فاخترت الشفاعة وإنها أعمّ وأكفى، أترونها للمؤمنين المتقين! لا ولكنها للمذنبين المتلوثين الخطائين» (١).

المحشر: موضع اجتماع الناس يوم القيامة والمحشر أيضا: الحشر وهو الأشبه باليوم، ختمت: جعلته خاتمهم، أي آخرهم، درجته: منزلته، عليين: أعلى الجنة وكأنه جمع علّيّة، المبين: المبين. رسول كريم، قيل: وهو جبرائيل، وقيل هو محمد صلى الله عليه وسلم.

مكين: رفيع المنزلة. ثم: معناه هناك، قال الزّجاجي: هي إشارة إلى ما كان متراميا من الأماكن، والأشهر أن المراد به في الآية جبرائيل، ولذا رجع الحريري آخرا فأزال الآية من كتابه واستشهد بما اتفق مشاهير المفسرين على أن المراد به نبينا صلى الله عليه وسلم، وهو قوله تعالى: وَما أَرْسَلْناكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعالَمِينَ [الأنبياء: ١٠٧]، وليس رجوعه عن القول يعيب بل هو حسن، إذ كان الرجوع عن الخطأ إلى الصواب واجبا، إلا أن الثابت عند ابن جهور إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ؛ قال ابن عباس رضي الله عنهما: وهو جبرائيل وهو الرسول لمحمد بالقرآن. ذي قوّة؛ لأنه قلع بأحد جناحيه أربع مدائن لقوم لوط؛ وهي سدوم ودامورا وصابورا وعمورا؛ في كل مدينة مائة ألف إنسان سوى ما فيها من الدواب والأنعام، آله، أي أهله وأصله «أأل» فأبدلت الهمزة ألفا، وأكثر ما تضاف إلى الظاهر، وقد سمع إضافتها إلى المضمر في الشعر والكلام الفصيح، خلافا لأبي جعفر النحاس وأبي بكر الزبيدي، فإنهما من إضافتها إلى المضمر، وأكثرهم على أن همزتها مبدلة من


(١) أخرجه ابن ماجة في الزهد باب ٣٧، وأحمد في المسند ٢/ ٧٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>