للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تحلّي الدين أو تحمى حماه ... فأنت عليه سور أو سوار

سيوفك من شكاة الثغر برء ... ولكن للعدى فيها بوار

وكفّاك الغمام الجود يسري ... وفي أحشائه ماء ونار

فيمنى من سجيتها المنايا ... ويسرى من عطيّتها اليسار

ومن الشعر الذي جمع إلى التجنيس حسن التقسيم والطباق جواب الصابي أبا أحمد الشيرازي، من شعر يشتكي له نقرسا أصابه وأوله: [المتقارب]

إلى الله أشكو ضنى شفّني ... وكم قبله من ضنى قد شفاني

فأجابه الصابي: [المتقارب]

عناني من الهم ما قد عناني ... فأعطيت صرف الليالي عناني

ألفت الدموع وعفت الهجوع ... فعيناي عينان نضّاختان

لسقم ألحّ على سيّد ... به قد غفرت ذنوب الزّمان

وكيف سطا بهما واستطا ... ل وأرض بساطهما النّيران

وهلّا تجاوزه قاصدا ... إلى عصبة عصبت بالهوان

إذا ما سعى لطلاب العلا ... فكلّ أوان همّ في توان

أتتني بالأمس أبياته ... تعلّل روحي بروح الجنان

كبرد الشباب وبرد الشرا ... ب وطلّ الأمان ونيل الأماني

وعهد الصّبا ونسيم الصّبا ... وصفو الزمان ورجع القيان

أجبت عن الشّعر مسترسلا ... بطبع شجاع وقلب جبان

ولولا سكوني إلى فضله ... قبضت بناني بقبض اللّسان

وقال أبو الفتح البستي: [المتقارب]

إنّ أسيافنا العضاب الدوامي ... صيّرت ملكنا قرين الدّوام

باقتسام الأموال من وقت سام ... واقتحام الأموال من وقت حام

[التشبيه]

وقد أوردنا في هذا الكتاب منه كل غريب، والتشبيهات على ضروب مختلفة، فمنها تشبيه الشيء بالشيء صورة وهيئة، ومنها تشبيهه به معنى، ومنها تشبيهه به لونا، ومنها تشبيهه به صوتا، ومنها تشبيهه به حركة وسرعة، فالأول كقوله: [الطويل]

كأنّ قلوب الطير رطبا ويابسا ... لدى وكرها العنّاب والحشف البالي (١)


(١) البيت لامرئ القيس في ديوانه ص ٣٨، وشرح التصريح ١/ ٣٨٢، وشرح شواهد المغني ١/ ٣٤٢، -

<<  <  ج: ص:  >  >>