تودّ عدوّي ثم تزعم أنني ... صديقك، إن الرأي منك لعازب (١)
وليس أخي من ودّني رأى عينه ... ولكن أخي من ودّني وهو غائب
***
وكانت عندي جارية، لا يوجد لها في الجمال مجارية، إن سفرت خجل النّيّران، وصليت القلوب بالنّيران، وإن بسمت أزرت بالجمان، وبيع المرجان بالمجّان، وإن رنت هيّجت البلابل، وحقّقت سحر بابل، وإن نطقت عقلت لبّ العاقل؛ واستنزلت العصم من المعاقل، وإن قرأت شفت المفؤود، وأحييت الموءود، وخلتها أوتيت من مزامير آل داود، وإن غنّت ظلّ معبد لها عبدا، وقيل سحقا لإسحاق وبعدا، وإن زمرت أضحي زنام عندها زنيما، بعد أن كان لجيله زعيما، وبالإطراب زعيما، وإن رقصت أمالت العمائم عن الرّءوس، وأنستك رقص الحبب في الكئوس، فكنت أزدري معها حمر النّعم، وأحلّي بتملّيها جيد النّعم، وأحجب مرآها عن الشمس والقمر، وأذود ذكراها عن شرائع السّمر، وأنا مع ذلك أليح، من أن تسري بريّاها ريح، أو يكهن بها سطيح، أو ينمّ عليها برق مليح.
***
قوله:«مجارية»، مبارية معارضة، وفلان يباري الريح جودا، كأنه يعارضها بفعله، فإذا هبت في زمن الشتاء والجهد، فضرّت المحتاجين تتبّعآثار فسادها بماله وهباته فأصلحها.
سفرت: كشفت وجهها. خجل: استحيا. النّيّران: الشمس والقمر.
صليت: أحرقت، يقول: إذا كشفت وجهها افتضحت الشمس والقمر لبديع حسنها، واخترقت القلوب بنيران حبها.
***
[[مما قيل في وصف النساء]]
ونسوق هنا جملة من الشعر المستحسن في أوصاف النسوان: قال الشاعر: [البسيط]
(١) البيتان لبشار في أمالي القالي ١/ ٨٣، وليسا في ديوانه.