الحقيقية التي قدّم، وكذلك تقابل «ظهر أصابته عين» بقولك: «مطاعين»، فتجد المطا الظهر، وعين الرجل: أصيب بالعين، وكذلك صادف جائزة، هي ألفي صلة، وألفي هي: صادق، والجائزة هي الصّلة، تصل بها من قصدك. وإن تركت الألفاظ منظومة بغير تقسيم، ينتج منها معنى آخر فيقال لك: ما الطوامير؟ فتقول: الكتب، الواحد طومار، والمطاعين: جمع مطعان، وهو الكثير الطّعن، والفاصلة، الّتي تقع بين شيئين فتفصل هذا من هذا والفاصلة في العروض: توالي أربعة أحرف أو ثلاثة متحركة بعدها ساكن، وهكذا هي المقايضة في هذه المقامة، تصل اللفظة فيكون لها معنى، وتفصلها فيكون لها معنى آخر.
وأنا أفسّر معنى المتصلة إذ المنفصلة قد وقع تفسيرها في المقامة قوله: هادية، أي مرشدة، تقول: هدتني الطريق فهي هادية. والغاشية: ما يغشى القلب، أي يغطيه من الهمّ والسّقم، والغاشية أيضا القوم يغشونك، أي يقصدونك ويزورونك، والغاشية:
والمهمة: القفر، والأخطار: جمع خطر، وهو الغرر، والأخطار: المنازل الشريفة. والأبارقة: جمع إبريق، وهو إناء معروف، والأبارقة أيضا: السّيوف الصقيلة، واحدها إبريق، والطافية: الجيفة تطفو على وجه الماء أي تطلع عليه.
الفرازين: وزراء الفرس الواحد فرزان، ومنه فرزان الشطرنج، الذي تسمّيه العامة «فرزا»، لأنه وزير الشاه، والشاه في كلام الفرس الملك. وقمت: معناه كففت.
والمنتقم: الفرح بمصيبة غيره. والرّحراح من الأواني: الواسع القصير الحديد، ورحراح: موضع معروف. والصّنبور: النخلة الطويلة العنق القليلة الحمل، والصّنبور أيضا: العفاص الذي يجعله السّقاء في فم القربة، ويشدّ عليه ويفرغ منه الماء، والصّنبور أيضا: اللئيم، والصّنبور من الناس من ليس له نسل.
والسّراحين: الذئاب الواحد سرحان. الأسكوب: المطر الكثير الصبّ والأسكوب والإسكاب: قطعة خشب فيها قرص تجعل في خرق الزّق. والمقلاع: آلة يقلع بها الشيء. والله الموفق.
[تفسير الأحاجي المودعة هذه المقامة]
أمّا جوع أمدّ بزاد، فمثله طوامير، وأما ظهر أصابته عين، فمثله مطاعين، وأما صادف جائزة فمثله الفاصلة، وأمّا تناول ألف دينار، فمثله هادية، وأمّا أهمل حلية فمثله الغاشية.
وأمّا اكفف اكفف، فمثله مهمه، وأما الشقيق أفلت فمثله أخطار.