وحكى أبو عبد الله بن خالويه: قال دخلت على سيف الدولة بن حمدان يوما، فلما مثلت بين يديه قال: اقعد، ولم يقل: اجلس، فتبينت بذلك اعتلاقه بأهداب الأدب واطّلاعه على أسرار كلام العرب.
والذي نظر هو الوجه، ولهذا جعله على الاختيار، ولم يجعله من اللحن، إلّا أنه لقرب المعنيين، يجوز أن يكون قد استعمل جلس في المقامات، من القيام.
***
يرقب: ينظر ويحرس ثبنا: رجعنا. استثارة: استخراج. ملح: ما يتلمّح به من الكلام. عيونه: مختاره. استنباط: استخراج. معينه: ماؤه الصافي عيونه: جمع عين الماء. وكنى بالمعين والعين عن الكلام والقلوب، جلنا: تصرّفنا. يستحيل. يتغيّر الانعكاس: قراءة اللفظة من آخرها. ساكب: صابّ. تداعينا: دعا بعضنا بعضا. نستنتج:
نستدعي منها النّتاج وهو الولد الأفكار: جمع فكر، وجعل ما يبديه الفكر من الكلام نتاجا له نفترع: نفتض. جمانات: جمع جمانة، وهي حبّة تعمل من فضة كالدرّة، تتدرّج:
تتمشى. يربّع: يصنع أربع جمانات. ذو، بمعنى صاحب. يسبّع: يصنع سبعا رغمه:
قال ابن عباس في قوله عز وجلّ: ما يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ [الكهف: ٢٢] أنا من أولئك القليل، وهم مكسلمينا ويمليخا، وهو المبعوث بالورق إلى المدينة، ومرطونس وسارينوس ويوانس وكفشطيوس وقطينوسيسوس، وهو الراعي، والكلب اسمه قطمير وهو أنمردون الكروي وفوق القلطي.
وقال أبو شبل: بلغني أنّ من كتب هذه الأسماء في شيء ووضعه في الحريق سكن الحريق.
وذكر الطبري أنّهم كانوا في أيام الطوائف على دين عيسى ابن مريم، وكانوا في حكم ملك للرّوم يسمّى دقيانوس يعبد الأصنام، فبلغه عن الفتية مخالفتهم لدينه، فطلبهم فهربوا منه، فاجتازوا براعي غنم، فأتبعهم بكلبه، فعلموه دينهم، وصاروا إلى ربّهم، فآواهم الليل إلى كهف، فقالوا: نبيت هنا الليلة ثم نصبح فنرى رأينا، فضرب الله على آذانهم فناموا، وتبعهم الملك فوجدهم في الكهف، فلم يطق أحد منهم دخوله، فبنى عليهم باب الكهف، ففتحه الرّعاء بطول الزمان، فأقاموا فيه ما ذكر الله تعالى، ثم أحياهم الله تعالى بعد ثلاثمائة وتسع، فشكّوا: هل ناموا يوما واحدا أو بعضه؟ ثم مسّهم الجوع،