يبلّغنا أنفاسه فيردّها ... بأعطر أنفاس وأذكى لناسم
تسير علينا ثم عنّا كأنّها ... حواسد تمشي بيننا بالنّمائم
اجتليت: نظرت. يزري: يقصر، وتقول: زريت عليه إذا عبت عليه ما فعل، وأزريت به قصّرت. الزاهر: الناعم. رنات: أصوات. المزاهر: عيدان الغناء. تقاسمنا:
تحالفنا. حظر: منع. الاستبداد: الانفراد بالشيء. يستأثر: يختص. رذاذ: أقل المطر، أي اتفقوا ألّا ينفرد واحد بشيء دون أصحابه. أجمعنا: عزمنا. سما دجنه: ارتفع سحابه. نما: زاد. الاصطباح: شرب الخمر بالسّحر. مزنه: مطره، وفي مثل بكورهم يقول عبد الجبار الصّقلي: [السريع]
بادر إلى اللّذات واركب لها ... سوابق اللهو ذوات المراح
من قبل أن ترشف شمس الضّحى ... ريق الغوادي من ثغور الأقاح
نلتهي: نتسلى ونتفرج. والمروج: المواضع المنخفضة الخصيبة، واحدها مرج، وسمي مرجا، لأنّ البهائم تمرج فيه أي تسيب. نسرّح: نسيب. النواظر: العيون، وبالضّاد واعم الأزهار. والخواطر: الأذهان. شيم المواطر: نظر السحاب. برزنا:
خرجنا، وجعل خروجهم في السّحر، لأن أول النهار أحمد أوقات الشرب، فقال: أوّل النهار، ألا ترى الدّواء يبكّر به، والمسافر يدلج لحاجته، لأن العقول أوّل النهار أزكى، والفطن أصحّ، وقال العطويّ: [الخفيف]
قبّح الله أوّل الناس سنّ الشرب ... ظهرا ماذا أتى من خسار!
مجلس مونق وكأس وندما ... ن وتأخيرها إلى الإظهار
نكتة في السرور بادية الشّ ... ين لأهل العقول والأبصار
إنّ شرب النبيذ سير إلى الله ... وو خير المسير صدر النّهار
ما رأينا لنشوة الصبح شكلا ... كنديم مساعد وعقار
وغناء يفتّ في عضد الحل ... م ويزري على النّهى والوقار
وأحاديث في خلال الأغاني ... كانفتاح الرّياض غبّ النّهار
وبعضهم يمدح الغبوق، ويذم الصبوح، وابن المعتز ممّن يذهب إلى ذلك.
[[نديما جذيمة]]
قوله: كندمانى جذيمة، أي صاحبيه على الخمر، واسمهما مالك وعقيل، وجذيمة ابن مالك بن تيم الأزديّ، وكان ملك أيام الطوائف بشاطئ الفرات وما والى ذلك إلى السواد ستين سنة.
قال ابن الكلبي: جذيمة: أول من ملك قضاعة بالحيرة، وأوّل من حذا النعال