للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

العطية يحبوها الرجل صاحبه، ويخصّه بها قال اليزيدي: ثلاثة إن لم تظلمهم ظلموك:

ابنك، وزوجك، وخادمك. [البسيط]

***

لا تقعدنّ على ضرّ ومسغبة ... لكي يقال عزيز النّفس مصطبر

وانظر بعينك هل أرض معطّلة ... من النّبات كأرض حفّها الشّجر

فعدّ عمّا تشير الأغبياء به ... فأيّ فضل لعود ماله ثمر

وارحل ركابك عن ربع ظمئت به ... إلى الجناب الّذي يهمي به المطر

واستنزل الرّيّ من درّ السّحاب فإن ... بلّت يداك به فليهنك الظّفر

وإن رددت فما في الرّدّ منقصة ... عليك، قد ردّ موسى قبل والخضر

***

مسغبة: جوع. حفّها: حلّقها، يريد أنّ الأرض ذات الخصب تقصد لما فيها من الأرزاق، والأرض المعطّلة من النبات- وهي الجدبة- يفرّ عنها، وكذلك الغنيّ يكرم لماله، والفقير يهجر ويهان.

[[فضل المال]]

ومما جاء في فضل المال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم للمجاشعيّ: «إن كان لك مال فلك حسب، وإن كان لك خلق فلك مروءة، وإن كان لك دين فلك كرم».

وقال حكيم لابنه: يا بنيّ أوصيك، عليك بطلب المال، فلو لم يكن إلا أنه عزّ في قلبك، وذلّ في قلب عدوّك.

وقال آخر لابنه: يا بنيّ أوصيك باثنتين لن تزال بخير ما تمسّكت بهما: درهمك لمعاشك، ودينك لمعادك.

وكان سعد بن عبادة يقول: اللهمّ ارزقني حمدا ومجدا، فإنه لا مجد إلّا بفعال، ولا فعال إلّا بمال.

وقالوا: المال آلة للمكارم، وعون على الزمان، ومتألّف للإخوان، ومن فقده قلّت الرغبة إليه والرهبة منه.

قال سفيان الثوريّ: المال سلاح المؤمن في هذا الزمان.

وكان لأحيحة بن الجلاح بالزّوراء ثلاثمائة ناضح، فدخل بستانا له، فمرّ بتمرة فلقطها، فليم على ذلك، فقال: تمرة إلى تمرة تمرات، وجمل إلى جمل ذود. ثم أنشد يقول: [البسيط]

<<  <  ج: ص:  >  >>