للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إنّي مقيم على الزّوراء أعمرها ... إن الحبيب إلى الإخوان ذو المال (١)

استغن أو مت ولا يغررك ذو نشب ... من ابن عمّ ومن عمّ ومن خال

كلّ النداء إذا ناديت يخذلني ... إلّا النداء إذا ناديت يا مالي

وقال عروة بن الورد: [الوافر]

ذريني للغنى أسعى فإنّي ... رأيت النّاس شرّهم الفقير

وأدناهم وأهونهم عليهم ... وإن أمسى له حسب وخير

يباعده القريب ونزدريه ... حليلته ويقهره الصغير

ويلقى ذو العنى وله جلال ... يكاد فؤاد لاقيه يطير

قليل ذنبه والذّنب جمّ ... ولكن للغنى ربّ غفور (٢)

ومن أمثال بغداد: المال المال، وما سواه محال.

قوله: الأغبياء: الجهال، وأراد بهم الّذين يأمرون بالبخل. ظمئت: عطشت.

والركاب: الإبل. والجناب: الجانب والناحية. يهمي: يسيل والرّيّ: الشبع من الماء، والصّوب وقع الماء. والظفر: الفوز بالحاجة، يقول: فارق أرضك واغترب في طلب المال، واسأل الكرماء يعطوك.

وقال الشاعر: [الطويل]

سأعمل نصّ العيس يوما ليكفني ... غنى المال يوما أو غنى الحدثان (٣)

فللموت خير من حياة يرى بها ... على المرء بالإقلال وسم هوان

إذا قال لم يسمع لحسن مقاله ... وإن لم يقل قالوا عديم بيان

كأنّ الغنى في أهله يجعل الفتى ... بغير لسان ناطقا بلسان

وأشار بقوله: «قد ردّ موسى قبل والخضر، إلى قوله تعالى: حَتَّى إِذا أَتَيا أَهْلَ قَرْيَةٍ اسْتَطْعَما أَهْلَها فَأَبَوْا أَنْ يُضَيِّفُوهُما [الكهف: ٧٧].


(١) يروى البيت الأول:
إني أقيم على الزوراء أعمرها ... إنّ الكريم على الإخوان ذو المال
وهو لأحيحة بن الجلاح الأنصاري في لسان العرب (زور)، وتاج العروس (زور).
(٢) يروى البيت الأخير:
قليل عيبه والعين جمّ ... ولكنّ الغنى ربّ غفور
وهو في ديوان عروة بن الورد ص ٩٢، والعقد الفريد ٣/ ٢٩، وبلا نسبة في الإنصاف ١/ ٦٤.
(٣) البيت الأول لأعرابي من باهلة في البيان والتبيين ١/ ٢٣٤، وعيون الأخبار ١/ ٣٤، والكامل ١/ ٤١٠، وبلا نسبة في مقاييس اللغة ٥/ ٢٧٦، وأساس البلاغة (مني).

<<  <  ج: ص:  >  >>