للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نفلّق هاما من رجال أعزّة ... علينا، وهم كانوا أعقّ وأظلما (١)

فقال له أبو برزة: ارفع قضيبك عن فمه، فلقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يلثمه.

وقتل يوم عاشوراء سنة إحدى وستين، وقتل معه سبعة وثمانون، منهم عليّ ابنه الأكبر، ومن ولد أخيه الحسن عبد الله والقاسم وأبو بكر، ومن إخوته العباس وعبد الله وجعفر ومحمد وعثمان بنو عليّ، ومن بني عمّه جعفر ومحمد وعون أبناء عبد الله بن جعفر. ومن ولد عقيل عبد الله وعبد الرحمن وجعفر، ودفنهم أهل القادسيّة بعد قتلهم بيوم، وقتلوا هم من أصحاب عمر بن سعد ثمانية وثمانين.

***

قوله: «اعتضت»: اقتلعت من العوض. يبغي ذين: يطلب هذين. الظّباء: الغزلان.

يلج: يدخل. محدقا باللّجين، أي محلّقا بالفضة، والصائد يفرّق حول الفخ حبّ القمح وشبهه، فيلقطه الطائر حتى يتوصّل إلى ما نصب له فيقع، فقال: ما كلّ طائر يخدع، ولو حلّق له الفخّ بحبّ اللّجين بدلا من القمح، وإني من هذا الصنف.

قوله: «ولكم من سعى ليصطاد فاصطيد»، من قول الصابي: [الرجز]

يا قمرا كالخشف في نظرته ... وكالقضيب اللّدن في نضرته

خلتك صيدا كان في قبضتي ... فصرت من صيدي في قبضته

والسابق له كعب بن زهير في قوله: [البسيط]

طاف الرّماة بصيد راعهم فإذا ... بعض الرّماة بنبل الصيد مقتول (٢)

***

[[قصة المثل: رجع بخفي حنين]]

وخفّا حنين، يضرب بهما المثل للخائب الخاسر، واختلف في حنين، فقال يعقوب: إنه كان رجلا مدّعيا، فجاء إلى عبد المطلب، وعليه خفّان، فقال: يا عم إني من ولد هاشم، فأنعم النّظر فيه، وقال: لا وعظام هاشم، ما أرى فيك شمائل هاشم، فارجع خائبا خاسرا.

وقيل: كان رجلا مغنّيا، فدعاه قوم من أهل الكوفة. ليطربهم في نزهة، فخرجوا به إلى الصحراء، فضربوه وسلبوا ثيابه، وتركوا عليه خفيّه؛ فلما رجع إلى زوجته- وكانت تنتظر رجوعه على عادته بما يفضل من أطعمة النزهة- ورأته على تلك الحالة قالت لكل من سألها: رجع حنين بخفّيه.


(١) البيت للحصين بن الحمام في المفضليات ١٢.
(٢) البيت ليس في ديوان كعب بن زهير.

<<  <  ج: ص:  >  >>