للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أي عجب من العجائب. حسرنا: قطعنا وأكلنا. والغاية: الطّلق، يريد أنا كلّنا في الغايات التي جرى فيها لبعدها؛ ويريد اتساعه في الكلام.

استعفى: قال: عافوني منه. منحناه: أعطيناه. استكفى: قال: يكفيني. ازدفر:

حمله على ظهره، والزفر الحمل على الظهر. جرابه: وعاء خبزه. عصابة: جماعة.

صدق المقال، أي صادقين في قولهم، وصدق جمع صدوق، وعدل عن صدوق على جهة المبالغة في صدقة. مقاولا: ملوكا. فاقوا: فضلوا، وزادوا عليهم. فضائلا: جمع فضيلة، وهي ما تفضل به غيرك من الأفعال المحمودة مأثورة: متحدّث بها.

فواضلا: عطايا وأيادي، الواحدة فضيلة، وفواضل المال: ما يأتيك من مرافقتك وعكسه.

ومن كلام العرب: إذا عزب المال قلّت فواضله، أي قلّ انتفاع ربّ الإبل بلبنها إذا بعدت، قال الشاعر:

سأبغيك مالا بالمدينة إنّني ... أرى عازب الأموال قلّت فواضله (١)

قوله: «حاورتهم» خاطبتهم.

***

[[سحبان وائل]]

سحبان فصيح العرب، وهو سحبان بن زفر بن إياس بن عبد شمس الواثلي من واثل باهلة، وكان من فصحاء العرب وبلغائها، وبه يضرب المثل في البيان والفصاحة، فيقال: أفصح من سحبان.

ودخل عند معاوية وعنده خطباء القبائل، فلمّا رأوه خرجوا لعلمهم بقصورهم عنه، فقال: [الطويل]

لقد علم الحيّ اليمانون أنّني ... إذا قلت أمّا بعد أنّي خطيبها (٢)

فقال له معاوية: اخطب، فقال: انظروا لي عصا، فقالوا: وما تصنع بها وأنت بحضرة أمير المؤمنين؟ قال: وما كان يصنع بها موسى وهو يخاطب ربّه! فأخذه في يده، فتكلّم من الظهر إلى أن كادت صلاة العصر تفوت، ما تنحنح ولا سعل، ولا توقّف ولا ابتدأ في معنى، فخرج منه وقد بقيت عليه فيه بقية، ولا مال عن الجنس الذي يخطب فيه، فقال معاوية: الصلاة! فقال: الصلاة أمامك، ألسنا في تحميد وتمجيد، وعظة وتنبيه،


(١) البيت بلا نسبة في لسان العرب (فضل)، وتهذيب اللغة ١٢/ ٤١.
(٢) البيت لسحبان وائل في خزانة الأدب ١٠/ ٣٦٩، ٣٧٢، وبلا نسبة في تخليص الشواهد ص ٢٤٨، وخزانة الأدب ١/ ٣١٥، ١١/ ٣٧، ولسان العرب (سحب).

<<  <  ج: ص:  >  >>