للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فلو أنني أصبحت في جود مالك ... وعزّته ما نال ذلك مطلبي (١)

فتى شقيت أمواله بسماحه ... كما شقيت قيس بأرماح تغلب

فخرج في استطراده من مدح إلى ذم، وهو مقلوب استطراد زهير في قوله:

[البسيط]

إن البخيل ملوم حيث كان ول ... كنّ الجواد على علّاته هرم (٢)

فخرج من ذم إلى مدح. وقال جرير: [الوافر]

ترى برصا بمجمع أسكتيه ... كعنفقة الفرزدق حين شابا (٣)

والسابق إلى هذا المعنى والناس له تبع السموأل حيث قال: [الطويل]

وإنّا أناس لا نرى القتل سبّة ... إذا ما رأته عامر وسلول (٤)

ومما يستحسن، قول بشار: [الطويل]

خليليّ من كعب أعينا أخاكما ... على دهره، إنّ الكريم معين (٥)

ولا تبخلا بخل ابن قذعة إنه ... مخافة أن يرجى نداه حزين

إذا جئته في حاجة سدّ بابه ... فلا تلقه إلّا وأنت كمين

فقف على هذه الجملة من صناعة البديع، ففيها كفاية بعون الله سبحانه وتعالى.

***

وأما قوله: فبرز الشيخ مجلّيا، وتلاه الفتى مصلّيا، فأصل ذلك في الخيل. ونذكر من ذلك جملة تليق بهذا الموضع، وينتظم المجلّي والمصلّي في حكاية الرشيد مع المأمون.

[[قصة فرسي الرشيد والمأمون]]

وذلك أن الرشيد أجرى الخيل يوما بالرّقة فوقف متلوّما حتى طلعت، فإذا في أولها


(١) البيتان في ديوان دعبل بن علي ص ٢٦.
(٢) البيت في ديوان زهير بن أبي سلمى ص ١٥٢، ولسان العرب (علل)، (هرم)، وتاج العروس (علل)، (هرم)، ويروى «إنّ النجيل» بدل «إنّ البخيل».
(٣) يروى صدر البيت:
ترى برصا يلوح بإسكتيها
وهو لجرير في ديوانه ص ٨١٧، ولسان العرب (أسك)، وتاج العروس (أسك)، وبلا نسبة في المخصص ٣٨.
(٤) البيت للمسوأل بن عادياء في ديوانه ص ٩١، وبلا نسبة في لسان العرب (سلل)، والمخصص ١٧/ ٤١، وتاج العروس (سلل).
(٥) الأبيات في ديوان بشار بن برد ص ٩٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>