للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ما زالت أسقيهم وأشرب فضلهم ... حتى سكرت ونالهم ما نالني

والخمر تعرف كيف تأخذ ثأرها ... إني أملت إناءها فأمالني

الغرّاء: ليلة الجمعة. رفض الإنابة: طرح التّوبة والرجوع. نامي الندامة: كثير الندم. بادي الكآبة: ظاهر الانكسار والحزن وسوء الحال. المدام والمدامة: الخمر، سمّيت بذلك لأنها أديمت في ظرفها. الإشفاق: الخوف نفض الميثاق: حلّ العهد الإسراف: الإكثار. عبّ: حسو، والعبّ أن يتابع الرجل الجرعة بعد الجرعة بغير تنفّس.

السّلاف: الخمر العتيقة، والسّلاف والسّلافة: ما سال منها من غير أن تعصر، وهي أفضل الخمر قال الأعشى: [الطويل]

ببابل لم تعصر فجاءت سلافة ... تخالط قنديدا ومسكا مختّما (١)

القنديد: الخمر تطبخ ويجعل فيها أفاويه طيب

[من الخمريّات]

ونذكر هنا جملة من المقاطيع الخمريّات، نجعلها خاتمة ما قيل في الخمر.

عزم الواثق على الصّبوح فقال للحسين بن الضحاك: اكتب إلى الفتح بن خاقان تدعوه إلى الصّبوح، وكان قد برئ من مرض، فكتب إليه: [البسيط]

لمّا اصطبحت وعين اللهو ترمقني ... قد لاح لي باكرا في ثوب لذّته (٢)

ناديت «فتحا» وبشرت المدام به ... لمّا تخلّص من مكروه علّته

ذبّ الفتى عن حريم الرّاح مكرمة ... إذا رآها امرؤ ضدّا لخلقته

فاعجل إلينا وعجّل بالسرور لنا ... وخالس الدهر في أوقات غفلته

فسار واصطبح معه.

وقال الحسين بن الضحاك: دخلت على الحسن بن سهل، في فصل الخريف وقد جاد الوسميّ من المطر برشّ حسن، واليوم في أحسن منظر وأطيبه، وهو جالس على سرير أبنوس، وعليه قبّة فوقها طارفة ديباج أصفر، تشرف على بستان، وعلى رأسه غلام كالدينار، فسلّمت عليه فردّ عليّ السلام، ونظر إليّ كالمستنطق، فقلت: [المتقارب]

ألست ترى ديمة تهطل ... وهذا صباحك مستقبل (٣)

وهذا المدام وقد راعنا ... بطلعته الشّادن الأكحل


(١) البيت في ديوان الأعشى ص ٣٤٣، ولسان العرب (قند)، (ببل)، وديوان الأدب ٢/ ٧٧، وتاج العروس (قند).
(٢) الأبيات في ديوان الحسين بن الضحاك الخليع ص ٣٣.
(٣) الأبيات في ديوان ابن الضحاك ص ٩١، ٩٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>