للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فاستشفينه بصفح أو محادثة ... فإنما يبرأ المصدور ما نفثا

إنّ القبيح إذا أصلحت ظاهره ... يعود ما لم منه مرّة شعثا

كم زخرف القول ذو زور ولبّسه ... على العقول ولكن قلّما لبثا

***

قوله «يضع منّي» أي يحط من منزلتي. الوضع: الكتاب. يندّد: يشهر العيب، ندّد به، إذا أسمعه المكروه، نقد الأشياء: فتّش وبحث عليها. المعقول: العقل.

أنعم: بالغ. وأصل النظم جعل حبّات الجواهر في خيطها وضمها فيه لغيرها ثم سمّي بيت الشعر نظما، لأن الكلام فيه ملتصق بعضه ببعض كحبّ الجواهر، والبيت يضمه كالخيط، والسلك: خيط الجوهر. والإفادات: الفوائد. سلك: قصد. الموضوعات:

الكتب المؤلفة، أي أدخلها مدخل هذه الكتب. العجماوات: البهائم، وسمّيت واحدتها عجماء لأن صوتها لا يفهم منه معنى. والجمادات: ما عدا الحيوان، وأراد ما ألّف من الكتب مما لا حقيقة له في الظاهر، وقد ضمّن الحكم الشافية في الباطن، مثل كتاب كليلة ودمنة وغيره مما ألف على ألسنة ما لا عقل له ولا روح. وكذلك المقامات، وإن كان ظاهرها كذبا فالقصد بها تمرين الطالب وتهذيبه وتذكية عقله، وأن يكتسب تجارب الدّنيا من حكايات السّروجيّ، فيكون متنبّها لما يطرأ عليه من النّوازل، فتؤمن على عقله الغفلة والخديعة، إلى ما ينضاف إليه من تعليم صنعة الكتابة والشعر، فإنّها أعون شيء عليها.

[[حكم بلسان البهائم]]

ومما يحكى على ألسنة البهائم ما جاء في صحيح مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: بينا راع في غنم إذ عدا عليها الذئب، فأخذ شاة منها، فطلبه الراعي منه حتى استنقذها، فالتفتت إليه الذئب وقال: من لها يوم السّبع، يوم ليس لها راع غيري! » (١).

بينما رجل يسوق بقرة له قد حمل عليها، فالتفتت إليه البقرة فكلّمته فقالت: أنا لم أخلق لهذا، وإنما خلقت للحرث، فقال الناس: سبحان الله! تعجبا وفزعا؛ أبقرة تتكلم! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «فإني مؤمن بذلك وأنا وأبو بكر وعمر» (٢).

السّبع، بسكون الباء: أرض المحشر والسبع: الفزع.

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا اليهود وحتى يختبئ اليهوديّ


(١) أخرجه البخاري في الأنبياء باب ٥٤، وفضائل أصحاب النبي باب ٥، ٦، ١٣، والحرث باب ٤، ومسلم في الفضائل حديث ١٨٥٧، والترمذي في المناقب باب ٧.
(٢) أخرجه البخاري في الأنبياء باب ٥٤، ومسلم في الفضائل حديث ١٨٥٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>