للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال رسول الله صلّى الله عليه وسلم «أربعة يؤذنون أهل النار على ما بهم من الأذى»، وذكر رجلا يأكل لحوم الناس، ويمشي بالنميمة (١).

***

فعاهدت الله تعالى مذ ذلك العهد؛ ألّا أحاضر نمّاما من بعد، والزّجاج مخصوص بهذه الطّباع الذّميمة، وبه يضرب المثل في النّميمة؛ فقد جرى عليه سيل يميني؛ ولذلكم السّبب لم تمتدّ إليه يميني. [الطويل]

فلا تعذلوني بعد ما قد شرحته ... على أن حرمتم بي اقتطاف القطائف

فقد بان عذري في صنيعي وإنّني ... سأرتق فتقي من تليدي وطار في

على أنّ ما زوّدتكم من فكاهة ... ألذّ من الحلوى لدى كلّ عارف

***

[[مما قيل في النميمة]]

قوله «والزجاج مخصوص بهذه الطباع الذميمة»، قال السري فيما يتعلق بالزّجاج من النّمّ: [الطويل]

رأيك تبدي للصديق نوافذا ... عدوّك من أمثالها الدّهر آمن (٢)

وتكشف أسرار الأخلّاء مازحا ... ويا ربّ مزح راح وهو ضغائن

سأحفظ ما بيني وبينك صائنا ... عهودك إن العهد للمرء صائن

وألقاك بالبشر الجميل مداهنا ... فلي منك خلّ ما علمت مداهن

أنمّ ما استودعته من زجاجة ... يرى الشيء فيها ظاهرا وهو باطن

وقال ابن المعتز:

لحى الله امرأ أعطاك سرّا ... فضيّعه وفضّ الله فاه

فإنك كلّما استودعت سرّا ... أنمّ من الزجاج بما وعاه

وقال السري: [البسيط]

أستودع الله خلا منك أو سعه ... ودّا ويوسعني غشّا وتمويها (٣)


(١) روي بطرق وأسانيد متعددة، وأخرجه البخاري في الوضوء باب ٥٥، ٥٦، والجنائز باب ٨٢، والأدب باب ٤٩، وأبو داود في الطهارة باب ١١، والترمذي في الطهارة باب ٥٣، والنسائي في الطهارة باب ٢٦، والجنائز باب ١١٦، وابن ماجة في الطهارة باب ٢٦، والدارمي في الوضوء باب ٦١، وأحمد في المسند ١/ ٢٢٥، ٢٦٦.
(٢) الأبيات في ديوان السري الرفاء ص ٢٦٧.
(٣) الأبيات في ديوان السري الرفاء ص ٢٢٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>