للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

العطاء. والردّ: المنع. الحبا: عقد اليدين على الركبتين. رسوا: ثبتوا الرّبا: الكدى.

***

فلمّا آنس حسن إنصاتهم، ورزانة حصاتهم، قال: يا أولي الأبصار الرّامقة، والبصائر الرّائقة؛ أما يغني عن الخبر العيان، وينبئ عن النّار الدّخان؛ شيب لائح؛ ووهن فادح، وداء واضح، والباطن فاضح.

ولقد كنت والله ممّن ملك ومال، وولي وآل، ورفد وأنال، ووصل وصال؛ فلم تزل الجوائح تسحت، والنّوائب تنحت؛ حتّى الوكر قفر، والكفّ صفر، والشّعار ضرّ، والعيش مرّ؛ والصّبية يتضاغون من الطّوى، ويتمنّون مصاصة النّوى ولم أقم هذا المقام الشّائن، وأكشف لكم الدّفائن؛ إلّا بعد ما شقيت ولقيت، وشبت ممّا لقيت؛ فليتني لم أكن بقيت. ثمّ تأوّه تأوّه الأسيف، وأنشد بصوت ضعيف ....

***

آنس: أبصر. إنصاتهم: سكوتهم، رزانة حصاتهم: رجاحة عقولهم، والحصاة يكنى بها عن العقل، قال طرفة: [الطويل]

وإنّ لسان المرء ما لم يكن له ... حصاة على عوراته لدليل (١)

الأبصار الرّامقة: العيون الناظرة. البصائر: جمع بصيرة وهي المعتقد. الرائقة:

المعجبة. العيان: المعاينة، يقول: معاينتك الشيء تغني عن خبرته.

وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال النبي صلى الله عليه وسلم: «ليس الخبر كالمعاينة» (٢).

ينبئ: يخبر. لائح: ظاهر. وهن: ضعف. فادح: مثقل بين. فاضح: أي صاحبه في شهرة وفضيحة. ملك: كان ملكا أو ملك الأموال العظام فصار ذا ملك: مال: صار ذا مال.

وليّ: صار واليا. آل: ساس، أي صار يسوس الناس، أي يكون عليهم أميرا، قال عمر رضي الله عنه: ألنا وإيل علينا. رفد: وهب الرفد. أنال: أعطي النّيل والنوال، يقال: منه نلته وأنلته وصل: أعطى صلة، والرّفد والنّوال: العطاء. والإيالة: السياسة، آل الأمير رعيّته أحسن


(١) البيت في ديوان طرفة بن العبد ص ٨١، ولسان العرب (حظرب)، وأساس البلاغة (حصي)، وكتاب العين ٧/ ١٧٧، وتاج العروس (حصي)، وهو لكعب بن سعد الغنوي في لسان العرب (حصي)، ولكعب بن سعد الغنوي أو لطرفة في تاج العروس (حصو)، وبلا نسبة في المخصص ٣/ ١٩، ومقاييس اللغة ٢/ ٧٠، وتخليص الشواهد ص ٣٤٦.
(٢) أخرجه أحمد في المسند ١/ ٢١٥، ٢٧١.

<<  <  ج: ص:  >  >>