بطنه، بحسب ابن آدم أكلات يقمن صلبه، فإن كان لا محالة، فثلث لطعامه، وثلث لشرابه، وثلث لنفسه».
عمر بن الخطاب رضي الله عنه: يا أيها الناس، إياكم والبطنة فإنها مكسلة عن الصلاة، مفسدة للجسد، مورثة للسقم.
وقال علي بن أبي طالب كرم الله وجهه: إياكم والبطنة فإنها مفسدة للقلب.
الأصمعيّ قال أعرابيّ: إذا كنت بطينا فعد نفسك زمنا.
وقال الحارث بن كلدة: أربعة أشياء يهرمن البدن: الغشيان على البطنة، ودخول الحمّام على الامتلاء، وأكل القديد، ومجامعة العجوز.
وقال الأصمعي: كنت عند هارون الرشيد فقدّمت إليه فالوذجة فقال: يا أصمعي، حدثني بحديث مزرد أخي الشماخ، قلت: إنّ مزرّدا كان رجلا جسيما، وكانت أمه تؤثر عيالها بالزاد، وكان يحفظه ذلك منها، فذهبت يوما في بعض حقوق أهلها، وخلّفته في بيتها فدخل خيمتها فأخذ صاعين من دقيق، وصاعا من عجوة، وصاعا من سمن، فضرب بعضه ببعض وأكله ثم أنشأ يقول: [الطويل]
ولمّا مضت أمي تزور عيالها ... أغرت على العكّ الذي كان يمنع
خلطت بصاعي حنطة صاع عجوة ... إلى صاع سمن فوقها يتربّع
ودلّيت أمثال الأثافي كأنّها ... رءوس لعاد قطّعت لا تجمّع
وقلت لبطني أبشر اليوم إنّه ... حمى آمن مما يغير ويفزع
فإن مصفورا فهذا داؤه ... وإن كنت غرثانا فذا اليوم تشبع
فاستضحك منه حتى أمسك بطنه، واستلقى على ظهره، ثم قدّم يده بمال، وقال:
خذ، فهذا يوم تشبع يا أصمعي:
قوله الحطم، أي الذي يحطم ويكسر، ورجل محطّم وحطمة، إذا كان قليل الرحمة للماشية، وفي المثل: شرّ الرّعاء الحطمة، وقال الزاجر: [الرجز]
قد لفّها الليل بسواق حطم (١)
فمعنى اكتلنا بصاع الحطم، أي أكلنا أكل أكول لا يشفق على نفسه من السقم،
(١) الرجز لرشيد بن رميض العنزي في الأغاني ١٥/ ١٩٩، ٢٠٠، وشرح ديوان الحماسة للمرزوقي ص ٣٥٥، وللأغلب العجلي في الحماسة الشجرية ١/ ١٤٤، وللحطم القيسي في شرح المفصل ١/ ٦٢، والكتاب ٣/ ٢٢٣، وله أو لأبي زغيبة الأنصاري في شرح أبيات سيبويه ٢/ ٢٨٦، وللحطم القيسي أو لأبي زغبة، الخزرجي في لسان العرب (خفف) (سوق)، ولهما أو لرشيد بن رميض العنزي في لسان المعرب (حطم)، وبلا نسبة في أساس البلاغة (حطم)، ومقاييس اللغة ٢/ ٧٨، والمخصص ٥/ ٢٢.