للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أخي والمجتني ثمرات ودّي ... وإن لم يجزني قرضي وبرضي

وكانت بيننا أبدا هنات ... توفّر عرضه فيها وعرضي

وما هانت رجال الأزد بعدي ... وإن لم تدن أرضهم من ارضي

الهنات: كناية عن المنكرات، فأراد أنه أمال رأسه إلى الأرض مفكرا، وجعل يخط فيها بيده أو بعود، وهو فعل المهموم الكثير الفكر، كما قال امرؤ القيس: [الطويل]

ظللت ردائي فوق رأسي قاعدا ... أعدّ الحصى ما تنقضي عبراتي (١)

فلم يرد أنه يعدّها ليعلم كم فيها، وحاله من البكاء والحيرة تنفي الثبات على العدد، وإنما أراد أنه كان يعبث فيها بيده اشتغالا، وفي قلبه من الهمّ ما غلب على الصبر، وقد بالغ ذو الرمّة في بيان هذا المعنى بقوله: [الطويل]

عشيّة ما لي همّة غير أنّني ... بلقط الحصى والخطّ في الدار مولع (٢)

أخطّ وأمحو تارة وأعيده ... بكفّي والغربان في الدّار وقّع

وقال ابن جعيل في ذلك: [الكامل]

لا ينكتون الأرض عند سؤالهم ... لتطلّب العلّات بالعيدان

بل يبسطون وجوههم فترى لهم ... عند السؤال كأحسن الألوان

وقال الشريف الرضيّ فأحسن: [الكامل]

تفري أنامله التراب تعللا ... وأناملي في سنّي المقروع (٣)

قوله: أكثبه، أي دنا منه. قنص: صيد. فرص: جمع فرصة، وهي كالغنيمة.

يأسو: يطبّ. يريش: يجعل عليه الريش. الغلّ: الزوجة هنا.

وقالت عائشة رضي الله عنها: إنما النساء أغلال فلينظر أحدكم غلّا يجعل في عنقه.

وتقول العرب للمرأة السيّئة الخلق: غلّ قمل.

وعوتب الكسائي في ترك التزوّج فقال: وجدت معاناة العفّة أيسر من معاناة العيال.

القلّ: القلة وضلّ ابن ضلّ: مجهول لا يعرف، وفلان ضلّ إذا كان مجهولا متمكنا في الضلال. المشير بك وإليك، يقال: أشار به إذا رفعه وأشار النار وأشار بها وتشوّرها، أي رفعها، فمعنى أنا المشير بك، أي أرفع قدرك، وأعظم منزلتك، أي أثني عليك بخير


(١) البيت في ديوان امرئ القيس ص ٧٨، والمخصص ١٣/ ٢٠٧.
(٢) البيتان في ديوان ذي الرمة ص ٧٢٠، ٧٢١، ولسان العرب (خطط)، والمخصص ١٣/ ٢٦، ٢٠٧، وتهذيب اللغة ٦/ ٥٥٧، وتاج العروس (خطط).
(٣) البيت في ديوان الشريف الرضي ١/ ٤٩٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>