للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سوف يرضى، ولكن الكبر الكبر، فقلنا: أجل، ومن دحى السّبع الغبر، ثم وثب للمقال، كالمنشط من العقال، وأنشد: [مجزوء الرجز]

إنّي امرؤ أبدع بي ... بعد الوجى والتّعب

وشقّتي شاسعة ... يقصر عنها خببي

وما معي خردلة ... مطبوعة من ذهب

فحيلتي منسدّة ... وحيرتي تلعب بي

إن ارتحلت راجلا ... خفت دواعي العطب

وإن تخلّفت عن الرّف ... قة ضاق مذهبي

فزفرتي في صعد ... وعبرتي في صبب

وأنتم منتجع الرّ ... اجي ومرمى الطّلب

لهاكم منهلّة ... ولا انهلال السّحب

وجاركم في حرم ... ووفركم في حرب

ما لاذ مرتاع بكم ... فخاف ناب النّوب

***

قوله: «مأربا»، أي حاجة. المرامين: المطلبين. الكبر الكبر، أي قدّموا الأكبر.

ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم: «أمرني جبريل عليه السلام أن أقدّم الأكبر».

أجل: نعم. دحا: بسط. السبع الغبر: الأرضين. المنشط: المحلول. عقال: قيد البعير، وعقدته بأنشوطة، أي عقدته عقدة تنحلّ بجذبة أو بجذبتين، وقولهم: بئر نشوط، إذا كان دلوها يخرج بجذبة أو جذبتين، وتسمي عامّتنا عقدة الأنشوطة اللخّ. أبدع بي:

أي عطبت ناقتي، يقال: أبدع بالرّجل إذ كلّت إبله أو عطبت. وفي الحديث: إنّ رجلا أتى النبيّ صلى الله عليه وسلم فقال: احملني فإني أبدع بي، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «ما عندي ما أحملك عليه ولكن اذهب إلى فلان فقل له يحملك»، فأتاه فحمله فرجع إليه فأخبره، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:

«من دلّ على خير فله أجر فاعله» (١). قوله: «الوجى»: وجع الحافر من الحفى. شقّتي شاسعة: سفرتي بعيدة. خببي: مشيتي، وخبّب الفرس خببا، وهو ضرب من العدو دون الإسراع. الخردل: حبّ معروف في نهاية الصّغر. مطبوعة: مصنوعة. منسدّة: منغلقة.

العطب: الهلاك. تخلّفت: تأخرت. مذهبي: طريقي. زفرتي في صعد: نفسي في


(١) أخرجه مسلم في الإمارة حديث ١٣٣، وأبو داود في الأدب باب ١١٥، والترمذي في العلم باب ١٤، وأحمد في المسند ٤/ ١٢٠، ٥/ ٢٧٤، ٣٥٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>