للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لست أحتاج إليكم مع ظهور سرّي لشفيع، لأن نظركم إليّ يغني عن الشفيع. كاف: مغن عن غيره. الانسياب: الدخول بسهولة، وقد تقدّم أصله في الأولى. الارتياب: الشكّ والإنكار. عجاب: مبالغة في عجب. أنّى: كيف. نشرا تنمّ به نفحاته: طيبا تفوح روائحه وأنفاسه. ترشد: تدلّ وتهدي. فوحاته: روائحه العطرة. والعرف: الرائحة الطيبة، وتأرّجها: تحركها، وتأرّج الطّيب: فاح. تبلّج: ظهور. عرفكم: معروفكم؛ ولاحظ الحريري في هذا قول العرجيّ: [المنسرح]

يوم يقول الرسول قد أذنت ... فأت على غير رقبة فلج (١)

أقبلت أهوى إلى رحالهم ... أهدى إليها بريحها الأرج

قالوا: ويستدل بالطيب على الملوكية في المواطن التي يكون الناس فيها غير معروفين؛ فمن ذلك الحمّام ومعرك الحرب، ومثل هذا الموطن الذي ذكر الحريري في الحج إذا حلّ، قالوا: والطيب دليل لا يكذب ونمّام لا يفسد، والطيب: غذاء الرّوح، والنفحات الذكية: نشاط النفس، فهو طبّ وطيب، وقال ابن البوّاب: [الطويل]

إذا أبصرتك العين من بعد غاية ... فأوقعت شكا فيك أثبتك القلب

ولو أنّ ركبا يمّموك لقادهم ... نسيمك حتى يستدلّ بك الركب

وقال السّري الموصليّ: [البسيط]

حليّه وثناياه وعنبره ... كلّ ينم عليه أو يراقبه

فلست أدري إذا ما سار في أفق ... شمائل الأفق أذكى أم جنائبه

وقال ابن سكّرة: [البسيط]

أهلا وسهلا بمن زارت بلا عدة ... تحت الظلام ولم تحذر من العسس

تستّرت بالدجى عمدا فما استترت ... وناب إشراقها ليلا عن القبس

ولو طواها الدّجى عنّي لأظهرها ... برق اللّثات وعطر النّحر والنفس

وأخذه المعتمد بن عباد فقال: [الرجز]

ثلاثة منعتنا من زيارتها ... خوف الوشاة، وخوف الحاسد الحنق

ضوء الجبين ووسواس الحليّ وما ... تحوي معاطفها من عنبر عبق

هب الجبين بفضل الكمّ تستره ... والحلي تنزعه، ما حيلة العرق!

***

فقال: إنّ لي مأربا، ولفتاي مطلبا، فقلنا: كلا المرامين سيقضى، وكلاكما


(١) البيتان لجعفر بن الزبير في العشر والشعراء ص ٥٥٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>