وما أموالنا إلّا عوار ... سيأخذها المعير من المعار
ولأبي العتاهية: [الكامل]
قطعت منك حبائل الآمال ... وحططت عن ظهر المطيّ رحالي
ووجدت برد اليأس بين جوانحي ... فأرحت من حطّي ومن ترحالي
فالآن يا دنيا عرفتك فاذهبي ... يا دار كلّ تنقّل وزوال
والآن صار لي الزمان مؤدّبا ... فغدا وراح عليّ بالأمثال
يا أيّها البطل الّذي هو من غد ... في قبره متفرّق الأوصال
حيل ابن آدم في الأمور كثيرة ... والموت يقطع حيلة المحتال
وللقاضي أبي حفص بن عمران: [المديد]
أيها المغترّ بالزّمن ... في هواه خالع الرّسن
حبّك الدنيا وزينتها ... فتنة عمّتك بالفتن
ظلت والحالات شاهدة ... عاكفا منها على وثن
فاهجرنها إنّ زينتها ... زينة شانت ولم تزن
خدعتك إنها قبحت ... باطنا في ظاهر حسن
واسل عن حرص وعن طمع ... أملا يردي وعن وعن
ولتقدّم ما تسرّ به ... قبل طول البثّ والحزن
فكأنّ أخراك ما برحت ... وكأنّ دنياك لم تكن
***
ثمّ اندفع ينشد، إنشاد من يرشد: [السريع]
يا ويح من أنذره شيبه ... وهو على غيّ الصّبا منكمش
يعشو إلى نار الهوى بعد ما ... أصبح من ضعف القوى يرتعش
ويمتطي اللهو ويعتدّه ... أوطأ ما يفترش المفترش
لم يهب الشّيب الذي ما رأى ... نجومه ذو اللّبّ إلّا دهش
ولا انتهى عمّا ما نهاه النّهى ... عنه ولا بالى بعرض خدش
فذاك إن مات فسحقا له ... وإن يعش عدّ كأن لم يعش
لا خير في محيا امرئ نشره ... كنشر ميت بعد عشر نبش
***