وقد تعقب الحافظ أبو عبد الله محمد بن أبي بكر بن المواق كلام عبد الحق هذا بأن قال: لا يعلم ما قاله غير العقيلي، والمعروف عن غيره خلاف ذلك، قال: وقوله: لأنه إنما قدم عليهم في آخر عمره غلط، بل قدم عليهم مرتين، فمن سمع منه في القدمة الأولى صح حديثه عنه، قال: وقد نص على ذلك أبو داود فذكر كلامه الآتى نقله آنفًا.
قلت: وينبغي أيضًا استثناء سفيان بن عيينة أيضًا، فقد روى الحميدى قال: كنت سمعت من عطاء بن السائب قديمًا، ثم قدم علينا قدمته فسمعته يحدث ببعض ما كنت سمعت فخلط فيه فاتقيته واعتزلته انتهى.
فأخبر ابن عيينة أنه اتقاه بعد اختلاطه واعتزاله، فينبغي أن تكون روايته عنه صحيحه والله أعلم (١).
قال ابن حجر: قال الدارقطني: دخل عطاء البصرة مرتين: فسماع أيوب وحماد بن سلمة في الرحلة الأول صحيح. وقال عبد الحق: سماع ابن جريج منه بعد الاختلاط. وقال الحربي في "العلل": بلغني أن شعبة قال: إذا حدّث عن رجل واحد فهو ثقة، وإذا جمع بين اثنين فاتقه. وقال الطبراني: ثقة اختلط في آخر عمره، فما روى عنه المتقدمون فهو صحيح مثل سفيان وشعبة وزهير وزائدة. وقال ابن الجارود في "الضعفاء": حديث سفيان وشعبة وحماد بن سلمة عنه جيد، وحديث جرير وأشباه جرير ليس بذاك.