للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

يُعلم هذا من هذا تُرك الكل، ولم يُحتج بشئ منه.

قلت: هذا غلو وإسراف من ابن حبان، فقد روى عنه البخاري الكثير في الصحيح، وأحمد بن حنبل، وعبد بن حميد، والناس، واحتج به مسلم. وقال فيه الدارقطني: تغير بآخره، وما ظهر له بعد اختلاطه حديث منكر، وهو ثقة. فهذا معارض لقول ابن حبان، والله أعلم (١).

قال العراقي: وأما من سمع من عارم قبل الاختلاط فأحمد بن حنبل وعبد الله ابن محمد المسندي وأبو حاتم الرازي وأبو علي محمد بن أحمد بن خالد الزريقي. وكذلك ينبغي أن يكون من حدث عنه من شيوخ البخاري أو مسلم وروى عنه في الصحيح شيئًا من حديثه. ومع كون البخاري روى عنه في الصحيح، فقد روى في الصحيح أيضًا عن عبد الله بن محمد المسندي عنه، وروى مسلم في الصحيح عن جماعة وهم أحمد بن سعيد الدارمي وحجاج ابن الشاعر، وأبو داود سليمان بن سعيد السنجي، وعبد بن حميد وهارون بن عبد الله الحمال.

وأما من سمع منه بعد الاختلاط فأبو زرعة الرازي كما قال أبو حاتم، وعلي بن عبد العزيز على قول أبي داود أنه استحكم به الاختلاط سنة ست عشرة، وذلك أن سماع على بن عبد العزيز كان في سنة سبع عشرة كما قاله العقيلي، فأما على قول أبي حاتم المتقدم فسماع علي بن عبد العزيز البغوي منه كان قبل اختلاطه والله أعلم، وجاء إليه أبو داود فلم


(١) كتاب "المختلطين": [ص ١١٦ - ١١٧].

<<  <   >  >>