للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

القول من قول ابن حبان الخساف المتهور في عارم؟ فقال: اختلط في آخر عمره وتغير حتى كان لا يدري ما يُحدّث به، فوقع في حديثه المناكير الكثيرة، فيجب التنكب عن حديثه فيما رواه المتأخرون، فإذا لم يعلم هذا من هذا تُرك الكل، ولا يُحتج بشيء منها.

قلت: ولم يقدر ابن حبان أن يسوق له حديثًا منكرًا، فأين ما زعم؟ بل مفرداته: عن حماد، عن حميد، عن أنس مرفوعًا: "اتقوا النار ولو بشق تمرة".

وقد كان حدّث به قبل عن حماد، عن حميد، عن الحسن مرسلًا، وهو أصح لأن عفان وغيره هكذا رووه عن حماد (١).

قال ابن حجر: قال أبو داود: بلغنا أنه أنكر سنة ثلاث عشرة ثم راجعه عقله، ثم استُحكم به الاختلاط سنة ست عشرة (٢).

قال ابن الصلاح: عارم محمد بن الفضل أبو النعمان اختلط بآخره، فما رواه عنه البخاري ومحمد بن يحيى الذهلي وغيرهما من الحفاظ ينبغي أن يكون مأخوذًا عنه قبل اختلاطه (٣).

قال العلائي: قال ابن حبان: محمد بن الفضل عارم اختلط في آخر عمره وتغير حتى كان لا يدري ما الحديث، فوقع في حديثه المناكير، وإذا لم


(١) "ميزان الاعتدال": [٤/ ٨].
(٢) "تهذيب التهذيب" [ترجمة محمد بن الفضل عارم].
(٣) "مقدمة ابن الصلاح": [ص ٢٥٦].

<<  <   >  >>