وقال أبو عبد الله: ما كان أروى أبا أسامة، يعنى عن هشام، روى عنه أحاديث غرائب.
قال: ومالك يرسل أشياء كثيرة يسندها غيره، وقال أيضًا: ما رأيت أحدًا أكثر رواية عن هشام بن عروة من أبي أسامة ولا أحسن رواية منه، ثم ذكر حديث تركة الزبير فقال: ما أحسن ما جاء بذلك الحديث وأتمه، قال: وحديث الإفك حسنه وجوده.
وقال الدارقطني: أثبت الرواة عن هشام بن عروة الثوري، ومالك، ويحيى القطان، وابن نمير، والليث بن سعيد. وقال ابن خراش في "تاريخه": هشام بن عروة كان مالك لا يرضاه، وكان هشام صدوقًا، تدخل أخباره في الصحاح، بلغني أن مالكًا نقم عليه حديثه لأهل العراق قدم الكوفة ثلاث قدمات، قدمة كان يقول: حدثني أبي، قال: سمعت عائشة، وقدم الثانية فكان يقول: حدثني أبي، عن عائشة، وقدم الثالثة فكان يقول: أبي عن عائشة، يعنى لا يذكر السماع.
قال: وسمع منه بآخره وكيع، وابن نمير، ومحاضر. انتهى
وهذا مما يؤيد ما ذكره الإمام أحمد أن حديث أهل المدينة عنه كمالك وغيره، أصح من حديث أهل العراق عنه.
وذكر العقيلي بإسناده عن ابن لهيعة، قال: كان أبو الأسود يعجب من حديث هشام بن عروة، عن أبيه، وربما مكث سنة لا يكلمه.
وعن ابن لهيعة عن أبي الأسود قال: لم يكن عروة يرفع حديث أم زرع إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - إنما كان يقطع به الطريق.