للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال ابن حبان: أبو بكر بن عياش كان من الحفاظ المتقنين، وكان يحيى ين القطان وعلي بن المديني يسيئان الرأي فيه، وذلك أنه لما كبر ساء حفظه فكان يهم إذا روى، والخطأ والوهم شيئان لا ينفك عنهما البشر، فلو كثر خطأه حتى كان الغالب على صوابه لاستحق مجانبة رواياته، فأما عند الوهم يهم والخطأ يخطئ لا يستحق ترك حديثه بعد تقدم عدالته وصحة سماعه، وكان شريك يقول: رأيت أبو بكر بن عياش عند أبي إسحاق يأمر وينهي كأنه رب بيت.

والصواب في أمره مجانبه ما علم أنه أخطأ فيه، والاحتجاج بما يرويه سواء وافق الثقات أو خالفهم لأنه داخل في جملة أهل العدالة، ومن صحت عدالته لم يستحق الترك ولا الجرح إلا بعد زوال العدالة عنه بأحد أسباب الجرح، وهذا حكم كل محدّث ثقة صحت عدالته وتبين خطأه (١).


(١) "الثقات": [٧/ ٦٦٩ - ٦٧٠].
وفي "تهذيب التهذيب": "قال الحسن بن عيسى: ذكر ابن المبارك أبا بكر بن عياش فأثنى عليه. وقال صالح بن أحمد عن أبيه: صدوق صالح صاحب قرآن. وقال عبد الله بن أحمد عن أبيه: ثقة وربما غلط. وقال عثمان الدارمي: قلت لابن معين: فأبو الأحوص أحب إليك في أبي إسحاق أو أبو بكر بن عياش؟ قال: ما أقربهما. قلت: الحسن بن عياش أخو أبي بكر كيف حديثه؟ قال: هو ثقة. قال عثمان: هما من أهل الصدق والأمانة، وليسا بذاك في الحديث. قال: وسمعت محمد بن عبد الله بن نمير يضعف أبا بكر في الحديث. قلت: كيف حاله في الأعمش؟ قال: هو ضعيف في الأعمش وغيره. وقال ابن أبي حاتم: سألت أبي عن أبي بكر بن عياش وأبي الأحوص؟ فقال: ما أقربهما لا أبالي بأيهما بدأت. قال: وسُئل أبي عن شريك وأبي بكر بن عياش أيهما أحفظ؟ فقال: هما في الحفظ سواء، غير أن أبا بكر أصح كتابًا. قلت لأبي: أبو بكر أو عبد الله بن بشر الرقي؟ قال: أبو بكر أحفظ منه وأوثق. =

<<  <   >  >>