للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

والاحتجاج بما نعلم أنه لم يخطئ فيه، وكذلك حكم هؤلاء الاحتجاج بهم فيما وافقوا الثقات، وما انفردوا مما روى عنهم القدماء من الثقات الذين كان سماعهم منهم قبل الاختلاط سواء (١).

قال ابن القطان الفاسى: ذكر أبو محمد من طريق مسلم حديث أبي سعيد: "إذا بويع الخليفتين". ولم يبين أنه من رواية سعيد الجريري، وهو مختلط، يرويه عنه خالد بن عبد الله (٢).

وهذا من عمله متكرر، يصحح أحاديثه من غير اعتبار لقديم ما روي عنه من حديثه.

من ذلك أيضًا حديث: "أقصه منه وقد رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقص من نفسه" (٣).


(١) مقدمة "صحيح ابن حبان": [ص ١٦١].
(٢) تقدم الكلام عن هذا الحديث في أول الترجمة.
(٣) أخرجه أحمد [١/ ٤١]، والنسائي [٨/ ٣٤] من طريق إسماعيل بن علية، عن الجريري، عن أبي نضرة، عن أبي فراس، قال: خطب عمر بن الخطاب فقال: يا أيها الناس، ألا إنا إنما نعرفكم إذ بين ظهرانينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وإذ ينزل الوحي، وإذ ينبئنا الله من أخباركم، ألا وإن النبي - صلى الله عليه وسلم - قد انطلق، وقد انقطع الوحي، وإنما نعرفكم بما نقول لكم، من أظهر منكم خيرًا ظننا به خيرًا، وأحببناه عليه، ومن أظهر لنا شرًا ظننا به شرًا، وأبغضناه عليه، سرائركم بينكم وبين ربكم، ألا إنه قد أتى على حين وأنا أحسب أن من قرأ القرآن يريد الله وما عنده، فقد خيل إلي بأخره، ألا إن رجالًا قد قرؤوه يريدون به ما عند الناس، فأريدوا الله بقراءتكم، وأريدوه بأعمالكم.
ألا إني والله ما أرسل عمالي إليكم ليضربوا أبشاركم، ولا ليأخذوا أموالكم، ولكن أرسلهم إليكم ليعلموكم دينكم وسنتكم، فمن فعل به شيء سوى ذلك فليرفعه إلي، فوالذي نفسي =

<<  <   >  >>