للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . .


= بيده إذًا لأقصنه منه. فوثب عمرو بن العاص، فقال: يا أمير المؤمنين، أو رأيت إن كان رجل من المسلمين على رعية، فأدب بعض رعيته، أئنك لمقتصه منه؟ قال: إي والذي نفس عمر بيده، إذًا لأقتصنه منه، أنَّى لا أقصه منه، وقد رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقص من نفسه؟ ألا لا تضربوا المسلمين فتذلوهم، ولا تجمروهم فتفتنوهم، ولا تمنعوهم حقوقهم فتكفروهم، ولا تنزلوهم الغياض فتضيعوهم.
وتابع إسماعيل أبو أسامة وأبو إسحاق الفزاري ومحمد بن أبي سليمان كما عند هناد في "الزهد" [٨٧٧]، وأبي داود [٤٥٣٧]، والطيالسي [٥٤].
ورواه الحاكم عن أبي العباس السياري عن أبي الموجه عن عبدان عن ابن المبارك عن الجريري به.
وعبدان هو عبد الله بن عثمان بن جبلة ثقة حافظ.
وقال الذهبي في "السير" [١٣/ ٣٤٧]: أبو الموجه محمد بن عمرو الفزاري المروزي الشيخ الإمام محدث مرو اللغوي الحافظ.
وقال الذهبي أيضًا في "السير" [١٥/ ٥٠٠]: أبو العباس القاسم بن القاسم بن مهدي السياري الإمام المحدث الزاهد شيخ مرو.
وقد تقدم أن ابن معين والعجلي قالا: أن سماع إسماعيل بن علية من الجريري قبل الاختلاط.
وأبو فراس النهدي روى عن عمر، وروى عنه أبو نضرة. قال أبو زرعة: لا أعرفه [تهذيب التهذيب].
وقال ابن كثير في "مسند الفاروق" [٢/ ٥٤٤]: قال علي بن المديني في الحديث الذى رواه أبو فراس عن عمر: "رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقص من نفسه" إسناده حسن، لا نعلم في إسناده شيئًا يطعن فيه، وأبو فراس رجل معروف من أسلم، روى عنه أبو نضرة وأبو عمران الجوني.
وروى البخاري [٢٦٤١] عن الحكم بن نافع، عن شعيب، عن الزهري، عن حميد بن عبد الرحمن بن عوف، عن عبد الله بن عتبة، قال: سمعت عمر بن الخطاب قال: إن أناسًا كانوا يأخذون بالوحي في عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وإن الوحي قد انقطع، وإنما نأخذكم الآن بما ظهر لنا من أعمالكم، فمن أظهر لنا خيرًا أمناه وقربناه، وليس إلينا من سريرته شئ، الله يحاسب في سريرته، ومن أظهر لنا سوءًا لم نأمنه ولم نصدقه، وإن قال إن سريرته حسنة.

<<  <   >  >>