للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بعده، فلهذا قال ادخلوا هذه القرية وأما السكون فحالة مستمرة باقية، فيكون الأكل حاصلًا معه لا عقيبه فظهر الفرق» (١).

وقال الإمام الألوسي: «وجيء بالواو هنا وبالفاء في البقرة لأنه قيل هناك ادخلوا ذكر التعقيب معه وهنا اسكنوا والسكنى أمر ممتد والأكل معه لا بعده، وقيل: إن إذا تفرع المسبب عن السبب اجتمعا في الوجود فيصح الاتيان بالواو والفاء، وفيه أن هذا إنما يدل على صحة العبارتين وليس السؤال عن ذلك» (٢).

بعرض رأي الإمامين يتضح أن الإمام الألوسي ذكر رأيين، الرأي الأول بصيغة (قيل) وهو متفق مع رأي الإمام الرازي.

تنبيه: توجيه هذه المسألة في الموضع الثاني للمتشابه (سورة الأعراف)، أما الموضع الأول (سورة البقرة) فقد اختلف الإمام الألوسي مع الإمام الرازي في التوجيه حيث أن كل إمام ذكر توجيهين مختلفين للمتشابه، التوجيه الأول في الموضع الأول للمتشابه (سورة البقرة) مختلف عن التوجيه الثاني في الموضع الثاني للمتشابه (سورة الأعراف)، وقد قام الإمام الألوسي بتعقب آراء الإمام الرازي في الموضع الأول للمتشابه (سورة البقرة)، ولم يتفق معه ورجح آراء الزمخشري، لكن في الموضع الثاني للمتشابه (سورة الأعراف) اتفق معه في خمس مسائل من مسائل المتشابه اللفظي بين الآيتين، بل ونقل رأيه في بعضها.

٤ - اتفق الإمامان في توجيه الفرق بين ذكر حرف الواو في قوله تعالى: {وَيُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ} (٣)، وحذفه في قوله تعالى: {يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ} (٤).

حيث قال الإمام الرازي: «ذُكر في سورة البقرة: {يُذَبِّحُونَ} (٥)، وفي سورة الأعراف: {يُقَتِّلُونَ} (٦)، وهاهنا {وَيُذَبِّحُونَ} مع الواو فما الفرق؟


(١) التفسير الكبير، (١٥/ ٣٧).
(٢) روح المعاني، (٥/ ٨٣).
(٣) سورة إبراهيم، الآية: (٦).
(٤) سورة إبراهيم، الآية: (٤٩).
(٥) سورة البقرة، الآية: (٤٩).
(٦) سورة الأعراف، الآية: (٤١).

<<  <   >  >>