للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بعرض رأي الإمامين يتضح أنهما اتفقا معًا في التوجيه، وأن جمع التكسير لغير العاقل يعامل أحيانًا معاملة الواحدة المؤنثة وأحيانًا معاملة جمع الإناث.

٣ - اتفق الإمامان في توجيه الفرق بين تقديم الأموال على الأنفس في قوله تعالى: {فَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ} (١)، وتأخيرها في قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ اشْتَرى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوالَهُمْ} (٢).

حيث قال الإمام الرازي: «لقائل أن يقول: إنه تعالى قال: {إِنَّ اللَّهَ اشْتَرى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوالَهُمْ} فقدم ذكر النفس على المال، وفي الآية التي نحن فيها وهي قوله: {الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ} قدم ذكر المال على النفس، فما السبب فيه؟ وجوابه: أن النفس أشرف من المال، فالمشتري قدم ذكر النفس تنبيها على أن الرغبة فيها أشد والبائع أخر ذكرها تنبيها على أن المضايقة فيها أشد، فلا يرضى ببذلها إلا في آخر المراتب» (٣).

وقال الإمام الألوسي: «وإنما قدم سبحانه وتعالى هنا ذكر الأموال على الأنفس وعكس في قوله عز شأنه: {إِنَّ اللَّهَ اشْتَرى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوالَهُمْ}؛ لأن النفس أشرف من المال فقدم المشتري النفس تنبيهاً على أن الرغبة فيها أشد وأخر البائع تنبيهاً على أن المماكسة فيها أشد فلا يرضى ببذلها إلا في فائدة» (٤).

بعرض رأي الإمامين يتضح أن الإمام الألوسي قد نقل رأي الإمام الرازي دون أن يشير.

٤ - اتفق الإمامان في توجيه الفرق بين إبدال قوله تعالى: {لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} (٥)، بقوله تعالى {لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ} (٦)، {لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} (٧) في سورة الأنعام.


(١) سورة النساء، الآية: (٩٥).
(٢) سورة التوبة، الآية: (١١١).
(٣) التفسير الكبير، (١١/ ٨).
(٤) روح المعاني، (٣/ ١١٨).
(٥) سورة الأنعام، الآية: (١٥١).
(٦) سورة الأنعام، الآية: (١٥٢).
(٧) سورة الأنعام، الآية: (١٥٣).

<<  <   >  >>