للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٧ - اتفقا معًا في توجيه الفرق بين تقديم {وَادْخُلُوا الْبابَ سُجَّداً} على قوله تعالى: {وَقُولُوا حِطَّةٌ} في سورة البقرة وتأخيره في سورة الأعراف.

حيث قال الإمام الرازي: «وهو قوله في سورة البقرة: {وَادْخُلُوا الْبابَ سُجَّداً وَقُولُوا حِطَّةٌ} وفي سورة الأعراف على العكس منه، فالمراد التنبيه على أنه يحسن تقديم كل واحد من هذين الذكرين على الآخر، إلا أنه لما كان المقصود منهما تعظيم الله تعالى، وإظهار الخضوع والخشوع لم يتفاوت الحال بحسب التقديم والتأخير» (١).

وقال الإمام الألوسي: «{وَقُولُوا حِطَّةٌ وادخلوا الباب سُجَّدًا} مر الكلام فيه في البقرة غير أن ما فيها عكس ما هنا في التقديم والتأخير ولا ضير في ذلك لأن المأمور به هو الجمع بين الأمرين من غير اعتبار الترتيب بينهما، وقال القطب: فائدة الاختلاف التنبيه على حسن تقديم كل من المذكورين على الآخر لأنه لما كان المقصود منهما تعظيم الله تعالى وإظهار الخشوع والخشوع لم يتفاوت الحال في التقديم والتأخير» (٢).

بعرض رأي الإمامين يتضح أن الإمام الألوسي ذكر رأيين، الرأي الثاني منهما هو رأي الإمام الرازي وذكره (بالقطب).

تنبيه: الإمامان اختلفا معًا في توجيه المتشابه في الموضع الأول (سورة البقرة).

٨ - اتفقا معًا في توجيه الفرق بين إبدال جمع الكثرة {خَطاياكُمْ} بجمع القلة {خَطِيئاتِكُمْ}

حيث قال الإمام الرازي: «وأما الخامس: وهو أنه قال في سورة البقرة: {خَطاياكُمْ} وقال هاهنا: {خَطِيئاتِكُمْ} فهو إشارة إلى أن هذه الذنوب سواء كانت قليلة أو كثيرة، فهي مغفورة عند الإتيان بهذا الدعاء والتضرع» (٣).

وقال الإمام الألوسي: «وبين القطب فائدة الاختلاف بين ما هناك وبين ما هنا على القراءة المشهورة بأنها الإشارة إلى أن هذه الذنوب سواء كانت قليلة أو كثيرة فهي مغفور بعد الاتيان بالمأمور به» (٤).


(١) التفسير الكبير، (١٥/ ٣٨).
(٢) روح المعاني، (٥/ ٨٣).
(٣) التفسير الكبير، (١٥/ ٣٨).
(٤) روح المعاني، (٥/ ٨٣).

<<  <   >  >>