للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بعرض رأي الإمامين يتضح أن الإمام الألوسي نقل رأي الإمام الرازي.

تنبيه: الإمامان اختلفا معًا في توجيه المتشابه في الموضع الأول (سورة البقرة).

٩ - اتفقا معًا في إبدال قوله تعالى: {أَنْزَلْنا} بقوله: {أَرْسَلْنا}.

حيث قال الإمام الرازي: "وهو الفرق بين قوله: أنزلنا وبين قوله: فأرسلنا فلأن الإنزال لا يشعر بالكثرة، والإرسال يشعر بها، فكأنه تعالى بدأ بإنزال العذاب القليل، ثم جعله كثيرا، وهو نظير ما ذكرناه في الفرق بين قوله: فانبجست وبين قوله: فانفجرت» (١).

وقال الإمام الألوسي: «وقال القطب في وجه المغايرة: إن الإرسال مشعر بالكثرة بخلاف الإنزال فكأنه أنزل العذاب القليل ثم جعل كثيراً وإن الفائدة في ذكر الظلم والفسق في الموضعين الدلالة على حصولهما فيهم معاً» (٢).

بعرض رأي الإمامين يتضح أن الإمام الألوسي نقل رأي الإمام الرازي.

تنبيه: الإمامان اختلفا معًا في توجيه المتشابه في الموضع الأول (سورة البقرة).

١٠ - اتفقا معًا في إبدال قوله تعالى: {يَظْلِمُونَ} بقوله: {يَفْسُقُونَ}.

حيث قال الإمام الرازي: «وهو الفرق بين قوله: يظلمون وبين قوله: يفسقون فذلك لأنهم موصوفون بكونهم ظالمين، لأجل أنهم ظلموا أنفسهم، وبكونهم فاسقين، لأجل أنهم خرجوا عن طاعة الله تعالى، فالفائدة في ذكر هذين الوصفين التنبيه على حصول هذين الأمرين» (٣).

وقال الإمام الألوسي: «{بِمَا كَانُوا يَظْلِمُونَ}، أي: بسبب ظلمهم المستمر السابق واللاحق، وهذا بمعنى ما في البقرة لأن ضمير عليهم للذين ظلموا والإرسال من فوق إنزال، والتصريح بهذا التعليل لما أن الحكم هنا مرتب على المضمر دون الموصول بالظلم كما في البقرة، وأما التعليل


(١) التفسير الكبير، (١٥/ ٣٨).
(٢) روح المعاني، (٥/ ٨٤).
(٣) التفسير الكبير، (١٥/ ٣٨، ٣٩).

<<  <   >  >>