للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

على قصد من الفعل وجعله ثمرة له ولذلك عدى بها ما أسند إليه سبحانه كما ترى، وأما قوله تعالى: {أَفَمَنْ يَهْدِى إِلَى الحق} فالمقصود به التعميم وإن كان الفاعل في الواقع هو الله جل شأنه.

وقيل: اللام هنا للاختصاص والجمهور على الأول» (١).

بعرض رأي الإمامين يتضح أن الرازي اكتفى بنقل رأي الإمام الزجاج أن هناك لغتان (هديت إلى الحق)، و (هديت للحق) بمعنى واحد، ولم يفرق بينهما، بينما ذكر الإمام الألوسي اللغتين وفرق بينهما.

وقد اتفق الشيخ الشعراوي مع الإمام الألوسي حيث قال: «وسبب وجود اللام في قوله: {يهدي إِلَى الحق} هو النظرة إلى الغاية، وسبب وجود: {إِلَى الحق} هو لفت الانتباه إلى أن الوصول إلى الغاية يقتضي طريقًا، فأراد الحق سبحانه في آية واحدة أن يجمع التعبيرين معًا» (٢).

٣ - اختلف الإمامان في توجيه الفرق بين ذكر حرف الواو في قوله تعالى: {وَقَالَ الْمَلَأُ} (٣) وحذفه في قوله تعالى: {قَالَ الْمَلَأُ} (٤).

حيث قال الإمام الرازي: «فإن قيل ذكر الله مقالة قوم هود في جوابه في سورة الأعراف وسورة هود بغير واو {قَالَ الملا الذين كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي سَفَاهَةٍ} (٥)، قالوا: {مَا نَرَاكَ إِلاَّ بَشَرًا مّثْلَنَا} (٦) وهاهنا مع الواو فأي فرق بينهما؟ قلنا الذي بغير واو على تقدير سؤال سائل قال فما قال قومه؟ فقيل له كيت وكيت، وأما الذي مع الواو فعطف لما قالوه على ما قاله ومعناه أنه اجتمع في هذه الواقعة هذا الكلام الحق وهذا الكلام الباطل» (٧).


(١) روح المعاني، (٦/ ١٠٧).
(٢) تفسير الشعراوي، للشيخ الشعراوي، مطابع أخبار اليوم، قطاع الثقافة والكتب والمكتبات، (ص: ٥٩٢٥).
(٣) سورة المؤمنون، الآية: (٣٣).
(٤) سورة الأعراف، الآية: (٨٨)، وسورة هود، الآية: (٢٧).
(٥) سورة الأعراف، الآية: (٦٦).
(٦) سورة هود، الآية: (٢٧).
(٧) التفسير الكبير، (٢٣/ ٩٨).

<<  <   >  >>