١٤٠٢ - أَخْبَرَنَا أحمد بن مُحَمَّد بن مطر، قَالَ: حَدَّثَنَا أبو طالب، أنه سأل أبا عبد الله عن قول النبي، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:«من ترك الصلاة فقد كفر» .
متى يكفر؟ قَالَ: إذا تركها.
بعض يقول: إذا جاء وقت الصلاة الَّتِي ترك كفر، ويدخل عَلَيْهِمْ قول النبي، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:«يكون عليكم أمراء يؤخرون الصلاة عن وقتها، فصلوها فِي وقتها، ثم صلوها معهم» .
فقد قَالَ النبي، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يؤخرون الصلاة عن الوقت.
قُلْتُ: إذا ترك الفجر وهو عامد لتركها، أصبح ولم يصل، ثم جاء الظهر فلم يصل، ثم صلى العصر، وترك الفجر فقد كفر، قَالَ: هذا أجود القول؛ لأنه قد تركها حتى وجبت عَلَيْهِ أخرى.
ولم يصلها يستتاب؛ فإن تاب، وإلا ضربت عنقه مثل فعل أبي بكر، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالُوا: لا نؤدي الزكاة، قَالَ: إن أديتم، وإلا قاتلتكم.
فهذا إذا وجبت عَلَيْهِ صلاة أخرى، ولم يصل الأولى، فتركها عامدا فقد صار إلى ترك الصلاة.
ومن قَالَ: إذا كان الوقت مثل صلاة العصر إلى أن يجوز صلاة العصر، فهذا قول ضيق.
وقد قَالَ النبي، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي الأمراء يصلون لغير وقتها، فقد خرج الوقت، وإذا ترك صلاة حتى تجيء أخرى فهذا أجود؛ لأنه قد صار إلى صلاة أخرى.
قُلْتُ: هؤلاء يقولون: لو قَالَ: هي علي إلى سنة لم يكفر، مثلما يقول: العام أحج، فلم يحج فِيهِ، فكذلك إذا قَالَ: علي صلاة وأصليها وإن كان بعد سنة.