للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أمّا أعمال القلوب، كالتّوحيد والإيمان والإخلاص والخوف والرّجاء، وشبه ذلك، فلا يقع فيها نسخ.

الشّرط الخامس: أن يكونا جزئيّين.

فيمتنع النّسخ في القواعد ومقاصد التّشريع؛ لأنّها كلّيّات.

ولم يقع في جميع ما يذكر فيه النّسخ من نصوص الكتاب والسّنّة نسخ لقاعدة كلّيّة، إنّما جميع أمثلة النّسخ واردة في جزئيّات الأحكام؛ رعاية للمقاصد الكلّيّة، كما سبقت الإشارة إليه في (الحكمة من النّسخ) (١).

وتستثنى من النّسخ كذلك أحكام جزئيّة اقترن تشريعها بما دلّ على تأبيدها (٢).

وذلك مثل قوله تعالى في حديث فرض الصّلوات ليلة المعراج:

«هي خمس وهي خمسون، لا يبدّل القول لديّ» (٣).

وقوله صلى الله عليه وسلم: «لا تنقطع الهجرة حتّى تنقطع التّوبة، ولا تنقطع التّوبة حتّى تطلع الشّمس من مغربها» (٤).


(١) انظر: «الموافقات» للشّاطبيّ (٣/ ١٠٥، ١٠٧).
(٢) انظر: «البرهان» للجوينيّ (٢/ ١٢٩٨).
(٣) حديث صحيح. متّفق عليه: أخرجه البخاريّ (رقم: ٣٤٢، ٣١٦٤) ومسلم (رقم: ١٦٣) من حديث أنس بن مالك.
(٤) حديث صحيح. أخرجه أحمد (٢٨/ ١١١ رقم: ١٦٩٠٦) وأبو داود (رقم:
٢٤٧٩) والنّسائيّ في «الكبرى» (رقم: ٨٧١١) والدّارميّ (رقم: ٢٤١٨) وآخرون من حديث معاوية بن أبي سفيان. بإسناد صالح.
كما أخرجه أحمد (٣/ ١٠٦ رقم: ١٦٧١) وغيره من حديث معاوية وعبد الرّحمن بن عوف وعبد الله بن عمرو بن العاص بنحوه. وإسناده جيّد.

<<  <   >  >>