للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المطاحن من الأصوات الّتي لا تتهيّأ معها القراءة بالخشوع، والأصل في (الرّحا) آلة الطّحن، والمعنى في الخلاء والحمّام لأنّهما موضعا إزالة الأذى.

المسألة الرّابعة: السّواك لقراءة القرآن:

هو مستحبّ لأجل القرآن، لحديث جابر بن عبد الله، رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«إذا قام أحدكم يصلّي من اللّيل فليستك، فإنّ أحدكم إذا قرأ في صلاته وضع ملك فاه على فيه، ولا يخرج من فيه شيء إلّا دخل فم الملك» (١).

فعلّل النّبيّ صلى الله عليه وسلم الأمر بالسّواك بأنّه لأجل القرآن.

وهذا الحديث أحسن شيء يروى في استحباب السّواك لذلك.


(١) حديث حسن. أخرجه البيهقيّ في «الشّعب» (رقم: ٢١١٧) وتمّام الرّازيّ في «الفوائد» (رقم: ١٥٧ - الرّوض) من طريق عثمان بن أبي شيبة، حدّثنا شريك، عن الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر، به.
قلت: شريك ثقة في الأصل، لكن ساء حفظه بعد ولاية القضاء، وليس عثمان ممّن روى عنه قبل ذلك، لذا فالإسناد ليّن، لكنّه حسن بشاهده من حديث عليّ بن أبي طالب موقوفا لفظا مرفوعا حكما.
أخرجه ابن المبارك في «الزّهد» (رقم: ١٢٢٤) والآجرّيّ في «أخلاق حملة القرآن» (ص: ٢٠٢) والبيهقيّ في «الكبرى» (١/ ٣٨) و «الشّعب» (رقم: ٢١١٦) والضّياء في «الأحاديث المختارة» (رقم: ٥٨٠) بإسناد صحيح.

<<  <   >  >>