للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لكنّه ليس بسنّة، وإنّما يقال فيه: هو حسن جائز، وحسنه من جهة أنّ قراءة الختمة عمل صالح كثير الثّواب على التّلاوة، ومن أسباب إجابة الدّعاء أن يقدّم الإنسان بين يدي دعائه عملا صالحا.

ختم التّلاوة بالتّصديق ممّا جرت به عادة القرّاء، وليس بسنّة:

قول التّالي عند ختم التّلاوة: (صدق الله العظيم) لم يرد فيه حديث ولا أثر، وأصل ذلك في أقدم ما رأيت ما ذكره الحكيم التّرمذيّ الصّوفيّ من علماء المائة الثّالثة، فإنّه قال في جملة أشياء من الأدب مع القرآن: «وإذا انتهت قراءته أن يصدّق ربّه، ويشهد بالبلاغ للرّسل صلوات الله عليهم، ويشهد على ذلك أنّه حقّ، فيقول: صدقت ربّنا، وبلّغت رسلك، ونحن على ذلك من الشّاهدين، اللهمّ اجعلنا من شهداء الحقّ، القائمين بالقسط، ثمّ يدعو بدعواته» (١)، ثمّ رأيت جماعة

تابعوه على ذكره، منهم الحليميّ صاحب «شعب الإيمان» (٢) وعلى أثره البيهقيّ (٣)، وممّن بعدهم أبو عبد الله القرطبيّ المفسّر (٤).

وأمّا الصّيغة المستعملة عند القرّاء اليوم (صدق الله العظيم)، فأصلها


(١) نوادر الأصول، للحكيم (ص: ٣٣٣ - الطّبعة المختصرة).
(٢) ذكر ذلك في «المنهاج في شعب الإيمان» (٢/ ٢١٠).
(٣) في كتابه «شعب الإيمان» (٢/ ٣١٩) نقلا عن الحليميّ.
(٤) في «الجامع لأحكام القرآن» (١/ ٢٧ - ٢٨) والتّذكار (ص: ١٢٦).

<<  <   >  >>