للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[المبحث الرابع: موقف الصحابة من الجمع العثماني]

تلقّى الصّحابة يومئذ صنيع عثمان رضي الله عنه بالقبول، وسلّموا له ما فعل، وإن كان بعضهم قد احتفظ بمصحفه الخاصّ، كعبد الله بن مسعود، كما سيأتي في قصّته.

عن مصعب بن سعد بن أبي وقّاص، قال:

أدركت أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم متوافرين، فما رأيت أحدا منهم عاب ما صنع عثمان رضي الله عنه في المصاحف (١).

والمرويّ عن أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب، رضي الله عنه، موافقة عثمان على ما فعل (٢)، لم يرو عنه غير ذلك، فطعن الغلاة فيه في عثمان رضي الله عنه في أمر جمع المصحف وارد منهم على عليّ نفسه، فإنّه ولي الخلافة بعد عثمان، وشأن القرآن هو شأن دين الإسلام، فما كان لإمام هدى كعليّ


(١) أثر صحيح. أخرجه عمر بن شبّة في «تاريخ المدينة» (٣/ ١٠٠٤) وإسناده صحيح.
(٢) روى أبو بكر بن أبي داود في «المصاحف» (ص: ٢٣) من طريق شعبة بن الحجّاج، عن علقمة بن مرثد، عمّن سمع سويد بن غفلة يقول: سمعت عليّا يقول: «رحم الله عثمان، لو وليته لفعلت ما فعل في المصاحف».
ونحوه روى أبو عبيد في «الفضائل» (ص: ٢٨٤ - ٢٨٥) من طريق شعبة.
قلت: وإسناده منقطع، لا علّة له غير ذلك، وروي عند عمر بن شبّة في «تاريخ المدينة» (٣/ ٩٩٤ - ٩٩٥) وابن أبي داود (ص: ٢٢، ٢٣) موصولا ضمن حديث فيه طول بسند ضعيف، فيه محمّد بن أبان بن صالح القرشيّ، وهو ضعيف الحديث.

<<  <   >  >>