كذلك يتلو التّالي دون اعتبار التّوجّه إلى جهة مخصوصة، فليس من سنّة التّلاوة أن تستقبل القبلة، ولا من محذورها أن تستدبر، والشّريعة لم تأت بخصوص ذلك بأمر ولا نهي، فهو على الإباحة.
[الاجتماع لقراءة القرآن]
اجتماع القوم يتلون القرآن جماعة، أو يتلو الواحد منهم ويستمع الحاضرون، مشروع محبوب إلى الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم، دلّت عليه نصوص عديدة، منها:
حديث أبي هريرة، رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله: يتلون كتاب الله،
ويتدارسونه بينهم، إلّا نزلت عليهم السّكينة، وغشيتهم الرّحمة، وحفّتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده» (١).
فهذا ظاهر كالنّصّ في التّرغيب في الاجتماع للقرآن، وأن يكون ذلك على سبيل الجهر، إذ لا يتمّ الاشتراك في التّلاوة مع الإخفات.
(١) حديث صحيح. أخرجه أحمد (رقم: ٧٤٢٧) ومسلم (رقم: ٢٦٩٩) وأبو داود (رقم: ١٤٥٥) والتّرمذيّ (رقم: ٢٩٤٥) وابن ماجة (رقم: ٢٢٥) من طرق عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، به.