للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

مسيجد، ما كان لله فهو عظيم حسن جميل (١).

[٥ - ماذا يصنع بأوراق المصحف البالية؟]

مما يقتضيه احترام القرآن وتعظيمه أنّ ما يبلى من أوراقه بسبب القدم، أو ما شقّ الانتفاع به منه لتشقّق أوراقه وتقطّعها، أو نحو ذلك، فيتوقّى المسلم رميه في نفايات قد تخلطه بقذر، أو تعرّضه لدوس أو شبه ذلك ممّا ينافي الاحترام، وعليه أن يزيل أثره، وأحسن ذلك:

إمّا بتقطيعه حتّى تذهب معالمه، بحيث لا يمكن أن يقرأ منه شيء.

وإمّا بحرقه، كالّذي أمر به أمير المؤمنين عثمان بن عفّان حين جمع المصحف الإمام، كما ذكرته في محلّه من هذا الكتاب، وأقرّه عليه جمهور الصّحابة، ومن زعم أنّه خلاف احترام القرآن فقد أخطأ على الصّحابة (٢)،


(١) أخرجه ابن أبي داود (ص: ١٥٣) بإسناد حسن.
ورويت كراهة ذلك عن مجاهد. أخرجه ابن أبي شيبة (رقم: ٣٠٢١٩) وسعيد بن منصور (رقم: ٨٥) وابن أبي داود (ص: ١٥٢، ١٥٣) بإسناد ضعيف، فيه ليث بن أبي سليم وهو ضعيف الحديث.
كما روي في النّهي عنه حديث موضوع، انظر: «السّير» للذّهبيّ (١٤/ ٥٤٦).
(٢) وذلك من جهة أنّهم كانوا أشدّ النّاس تعظيما للقرآن، ومع ذلك فقد فعلوه، فدلّ صنيعهم على أنّ ذلك لا ينافي الاحترام.
وما أخرجه ابن أبي داود (ص: ١٩٥) بإسناد حسن عن أبي موسى الأشعريّ أنّه أتي بكتاب فقال: «لولا أنّي أخاف أن يكون فيه ذكر الله عزّ وجلّ لأحرقته»؛ فهذا رأي له في كراهة ذلك، وفعل الخليفة الرّاشد وموافقة الجماعة له أولى.

<<  <   >  >>