للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وتأوّل البصريّون الآية الأولى على: أنّه شبّه المصلوب لتمكّنه من الجذع بالحالّ في الشّيء (١).

وفي الجملة، فهذه مسألة حريّة بأن يلاحظ المتدبّر فيها الخلاف، ومذهب البصريّين أعمق في المعاني، ومذهب الكوفيّين أسهل.

١٠ - اشتمال القرآن على المحسّنات البديعيّة:

علم البديع هو الجمال اللّغويّ، اشتمل القرآن على أكمله وأحسنه، ففيه: المحسّنات المعنويّة، واللّفظيّة.

فمن ذلك: التّورية في قوله تعالى: وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدانِ ٦ [الرّحمن: ٦]، فالمعنى القريب للنّجم هو الّذي في السّماء، وإنّما المراد ما لا ساق له من النّبات.

والافتنان، وهو الجمع بين فنّين مختلفين، كما في قوله تعالى: كُلُّ مَنْ عَلَيْها فانٍ (٢٦) وَيَبْقى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالْإِكْرامِ ٢٧ [الرّحمن: ٢٦ - ٢٧]، فعزّى خلقه بالفناء، ومدح نفسه بالبقاء.

والطّباق، وهو الجمع بين المتقابلين في المعنى، كقوله تعالى:

وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكى (٤٣) وَأَنَّهُ هُوَ أَماتَ وَأَحْيا ٤٤ [النّجم: ٤٣ - ٤٤].

ومن المحسّنات اللّفظيّة: الجناس، وأنواعه عديدة، وفي القرآن منها


(١) انظر: «مغني اللّبيب» لابن هشام النّحويّ (١/ ١١١)، «مجموع الفتاوى» لابن تيميّة (١٣/ ١٨٣).

<<  <   >  >>