للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٢ - أحكام متفرّقة:

إذا ذهب من حفظه شيء فلا ينبغي له أن يقول: (نسيت آية كذا) وإنّما يقول: (نسّيت) أو (أنسيت) بصيغة البناء للمجهول.

وذلك لقوله صلى الله عليه وسلم: «بئس ما لأحدكم أن يقول (وفي لفظ: لا يقل أحدكم): نسيت آية كيت وكيت، بل نسّى» (١).

قال ابن الأثير: «كره نسبة النّسيان إلى النّفس لمعنيين، أحدهما:

أنّ الله تعالى هو الّذي أنساه إيّاه؛ لأنّه المقدّر للأشياء كلّها، والثّاني:

أنّ أصل النّسيان التّرك، فكره له أن يقول: تركت القرآن، أو قصدت إلى نسيانه؛ ولأنّ ذلك لم يكن باختياره» (٢).

ويحتمل الحديث أن يكون النّهي خاصّا بزمن النّبيّ صلى الله عليه وسلم؛ وذلك لأنّ الله تعالى كان ينسخ الآية أو الآيات فتذهب من صدور النّاس، ولكن لاحتمال أن يراد

بذلك أحد المعنيين السّابقين فينبغي لقارئ القرآن أن يحافظ على هذا الأدب.

أن يتوقّى استعمال آيات الكتاب للشّيء يعرض من أمر الدّنيا.

قال الإمام أبو عبيد القاسم بن سلّام: «وهذا كالرّجل يريد لقاء صاحبه


(١) حديث صحيح. متّفق عليه: أخرجه البخاريّ (رقم: ٤٧٤٤، ٤٧٤٥، ٤٧٥٢) ومسلم (رقم: ٧٩٠) واللّفظ الثّاني له.
(٢) النّهاية في غريب الحديث (٥/ ٥٠).

<<  <   >  >>