للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وَالْجارِ الْجُنُبِ النّفس، وَابْنَ السَّبِيلِ الجوارح.

وقول أحدهم في قوله تعالى: فَنَجَّيْناكَ مِنَ الْغَمِّ [طه: ٤٠] قال: نجّيناك من الغمّ بقومك، وفتنّاك بنا عمّن سوانا (١).

وقال آخر في قوله تعالى: وَمَنْ يَكْفُرْ بِالْإِيمانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ [المائدة: ٥]: من لا يجتهد في معرفته لا يقبل خدمته (٢).

وقد سئل الإمام أبو عمرو ابن الصّلاح عن هذا النّوع من التّفسير؟ فأجاب: «الظّنّ بمن يوثق به منهم أنّه إذا قال شيئا من أمثال ذلك أنّه لم يذكره تفسيرا، ولا ذهب به مذهب الشّرح للكلمة المذكورة في القرآن العظيم، فإنّه لو كان كذلك كانوا قد سلكوا مسالك الباطنيّة، وإنّما ذلك ذكر منهم لنظير ما ورد به القرآن، فإنّ النّظير يذكر بالنّظير» قال: «ومع ذلك فيا ليتهم لم يتساهلوا بمثل ذلك؛ لما فيه من الإيهام والالتباس» (٣).

وسلك هذا الطّريق في التّفسير طائفة، وألّفوا فيه، أبرزهم رجلان:

الأوّل: أبو عبد الرّحمن محمّد بن الحسين السّلميّ النّيسابوريّ، المتوفّى سنة (٤١٢ هـ).

كبير الصّوفيّة في وقته، وكان محدّثا حافظا، لكنّه ألّف كتابا في التّفسير


(١) انظر: تلبيس إبليس، لابن الجوزيّ (ص: ٣٣١ - ٣٣٢).
(٢) طبقات الصّوفيّة، لأبي عبد الرّحمن السّلميّ (ص: ٤٣٩).
(٣) فتاوى ابن الصّلاح (١/ ١٩٦ - ١٩٧) وذكر الزّركشيّ هذا الكلام بنصّه في «البرهان» (٢/ ١٧٠، ١٧١) عنه كذلك.

<<  <   >  >>