للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

حذفت أحدهما.

وأكثر أهل العلم على القول بصحّة وقوعه في اللّغة، ولم ينكره إلّا قليل من علماء العربيّة، أقدمهم أبو العبّاس ثعلب، وتبعه عليه تلميذه أبو الحسين بن فارس (١).

وعلى القول بثبوته، فلا يظنّ كثرة وقوعه في كلام العرب.

أمّا في القرآن، فطائفة على وجوده، وطائفة على عدمه، والقول بعدمه هو الصّحيح، إذ من قال بوجوده فيه لم يذكر له مثالا صالحا، إنّما ذكر مثل قوله تعالى: لِكُلٍّ جَعَلْنا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهاجاً [المائدة: ٤٨]، ولا تُبْقِي وَلا تَذَرُ ٢٨ [المدّثّر: ٢٨]، وأَطَعْنا سادَتَنا وَكُبَراءَنا [الأحزاب: ٦٧]، وبَثِّي وَحُزْنِي [يوسف: ٨٦].

وهذا ليس مترادفا، وليس اللّفظان في هذه المواضع بمعنى واحد، والأصل أنّ العطف يقتضي المغايرة بين المعطوف والمعطوف عليه.

نعم، يوجد في القرآن استعمال الألفاظ المتقاربة المعاني، مثل:

(الخوف) و (الخشية)، و (الخشوع) و (الخضوع)، لا على سبيل التّرادف، وإنّما بمجيء اللّفظ مستقلّا عن الآخر.


(١) وانظر: «المحصول» للرّازيّ (١/ ٣٤٧)، «الإبهاج في شرح المنهاج» لتقيّ الدّين السّبكيّ وابنه تاج الدّين (١/ ٢٣٨، ٢٤١)، «الإحكام» للآمديّ (١/ ٣٣)، «الكلّيّات» للكفويّ (٢/ ١٠٨)، «مجموع الفتاوى» لابن تيميّة (١٣/ ١٨٣)، «روضة المحبّين» لابن القيّم (ص: ٥٤)، «إرشاد الفحول» للشّوكانيّ (ص: ١٦).

<<  <   >  >>