للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

القرآن (١)، والتّرتيل: التّبيين»، قال: «فمن التّبيين: تفصيل الحروف، والوقف على ما تمّ معناه منها» (٢).

وثبت عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم أنّه حثّ أن يقرأ القرآن كما أنزل، كما في الحديث الصّحيح في فضل عبد الله بن مسعود، رضي الله عنه، أن النّبيّ صلى الله عليه وسلم سمعه يقرأ، فقال: «من أحبّ أن يقرأ القرآن غضّا كما أنزل فليقرأه على قراءة ابن أمّ عبد» (٣).

فهذا دليل على أنّ قراءة القرآن على وجهه إنّما هو بقراءته كما أنزل، وهو قد أنزل مرتّلا بلسان عربيّ مبين، وابن مسعود من أئمّة القراءة الّذين على قراءتهم بنيت أحكام التّجويد.

وكان ابن مسعود يقول: «أعربوا القرآن، فإنّه عربيّ» (٤).


(١) يشير إلى آيتين: المذكورة، والثّانية: قوله تعالى: وَقُرْآناً فَرَقْناهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلى مُكْثٍ وَنَزَّلْناهُ تَنْزِيلًا [الإسراء: ١٠٦].
(٢) القطع والائتناف، للنّحّاس (ص: ٧٣، ٧٤).
(٣) حديث صحيح.
أخرجه أحمد (رقم: ٣٥، ٤٢٥٥، ٤٣٤٠، ٤٣٤١) وابن ماجة (رقم: ١٣٨) من طريق عاصم بن بهدلة، عن زرّ بن حبيش، عن عبد الله، به.
قلت: وإسناده جيّد، وله طرق عدّة.
(٤) أثر حسن. أخرجه ابن أبي شيبة (رقم: ٢٩٩٠٨) وأبو عبيد في «فضائل القرآن» (ص: ٣٤٨) من طريق سفيان الثّوريّ، عن عقبة الأسديّ، عن أبي العلاء، عن عبد الله بن مسعود، به.
قلت: وهذا إسناد صالح، عقبة وثّقه ابن حبّان (الثّقات: ٧/ ٢٤٥)، ورواية الثّوريّ عنه ترفع من أمره، وأبو العلاء هو ابن الشّخّير ولد في حياة الصّدّيق، وكان بالكوفة، فإدراكه وسماعه من ابن مسعود متّجه قويّ.
تابعه علقمة بن قيس عن ابن مسعود، قال: «أعربوا القرآن».
أخرجه ابن أبي شيبة (رقم: ٢٩٩٠٤) وفي إسناده ليث بن أبي سليم، وهو ضعيف يعتبر به.
وروي مرفوعا إلى النّبيّ صلى الله عليه وسلم من حديث ابن مسعود، وفي إسناده كذّاب، ومن حديث أبي هريرة، وإسناده واه، فيه متروك.

<<  <   >  >>