للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٤ - وعن عبد الله بن مسعود، رضي الله عنه، قال: «إنّ هذا

القرآن مأدبة الله، فمن استطاع أن يتعلّم منه شيئا فليفعل، فإنّ أصفر البيوت من الخير البيت الّذي ليس فيه من كتاب الله تعالى شيء، وإنّ البيت الّذي ليس فيه من كتاب الله شيء خرب كخراب البيت الّذي لا عامر له، وإنّ الشّيطان يخرج من البيت يسمع سورة البقرة تقرأ فيه» (١).

هذا من كلام ابن مسعود، وهو من قول العارفين، وآخره لا يمكن قوله إلّا عن توقيف، إذ لا يقال مثله بمجرّد الاجتهاد.

٥ - وعن ابن مسعود، أيضا، قال: «إنّ هذا القرآن مأدبة الله، فتعلّموا من مأدبته ما استطعتم، إنّ هذا القرآن هو حبل الله الّذي أمر به، وهو النّور المبين، والشّفاء النّافع، عصمة لمن اعتصم به، ونجاة لمن تمسّك به، لا يعوجّ فيقوّم، ولا يزوغ فيستعتب، ولا تنقضي عجائبه، ولا يخلق عن ردّ، اتلوه، فإنّ الله عزّ وجلّ يأجركم بكلّ حرف منه عشر حسنات، لم أقل لكم الم ١* حرف، ولكن (ألف) حرف، و (لام) حرف، و (ميم) حرف» (٢).


(١) أثر صحيح. أخرجه عبد الرّزّاق (رقم: ٥٩٩٨) ومن طريقه: الطّبرانيّ في «الكبير» (رقم: ٨٦٤٢) بإسناد صحيح. وله طرق شرحتها في تذييلي على كتاب «الرّد على من يقول الم ١* حرف» لأبي القاسم بن منده (ص: ٩٣ - ٩٥).
(٢) أخرجه عبد الرّزّاق (رقم: ٦٠١٧) والطّبرانيّ (رقم: ٨٦٤٦) بإسناد صحيح. وبيانه في التّذييل السّابق (ص: ٩٢). ومعنى: (ولا يزوغ فيستعتب) أي لا يميل بأتباعه عن الصّواب فيطلب العفو عمّا وقع منه كشأن المخلوق، فهو صواب وعدل كلّه لا يَأْتِيهِ الْباطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ.

<<  <   >  >>