للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٤ - وعن عبد الله بن عمر، رضي الله عنهما، قال:

«لقد عشنا برهة من دهرنا وإنّ أحدنا ليؤتى الإيمان قبل القرآن، وتنزل السّورة على محمّد صلى الله عليه وسلم فنتعلّم حلالها وحرامها وما ينبغي أن يوقف عنده منها، كما تتعلّمون أنتم اليوم القرآن، ولقد رأيت اليوم رجالا يؤتى أحدهم القرآن قبل الإيمان، فيقرأ ما بين فاتحته إلى خاتمته، ما يدري ما آمره ولا زاجره، ولا ما ينبغي أن يوقف عنده منه، وينثره نثر الدّقل» (١).

وكانوا يراعون الأيسر في الأخذ والحفظ، وعليه يربّون أبناءهم، شبيه بما جرت عليه عادة القرّاء في الكتاتيب مع الصّبيان في البدء بتعليمهم


(١) حديث صحيح. أخرجه النّحّاس في «القطع والائتناف» (ص: ٨٧) وابن منده في «الإيمان» (رقم: ٢٠٧) والحاكم (رقم: ١٠١) والبيهقيّ (٣/ ١٢٠) من طرق عن عبيد الله بن عمرو الرّقّي، عن زيد بن أبي أنيسة، عن القاسم بن عوف قال: سمعت عبد الله بن عمر، به.
قلت: وهذا إسناد حسن، القاسم هو الشّيبانيّ صدوق حسن الحديث.
قال ابن منده: «إسناد صحيح على رسم مسلم والجماعة إلّا البخاريّ»، وقال الحاكم: «حديث صحيح على شرط الشّيخين، ولا أعرف له علّة».
قلت: القاسم ليس من شرط البخاريّ.
وقوله: (وينثره نثر الدّقل) الدّقل: رديء التّمر أو يابسه، يكون لرداءته ويبسه منثورا لا يجتمع بعضه إلى بعض. (معناه عن «النّهاية»: ٢/ ١٢٧).

<<  <   >  >>